الليلة ما قبل الأخيرة من ليالي المنصة الشرقية مساء أمس الجمعة، زاغت فعلا عن المنحى العام الذي سارت وفقه باقي لياليها منذ بداية الطبعة الحالية من مهرجان موازين..فقد افتتح الحفل في العاشرة مساء على بوصلة موسيقية بلغت مدتها خمسة وأربعين دقيقة قدمتها الفرقة الموسيقية تحت قيادة مصطفى الركراكي، التي عزفت عددا من أشهر المقطوعات الموسيقية المغربية. .قبل أن يقدم الإذاعي أديب السليكي الفقرة الغنائية الأولى في الحفل، والتي قدمها حاتم عمور حسب برنامج الليلة الثامنة من ليالي المنصة الشرقية ابتداء من الحادية عشرة إلا ربع مساء متشبثا بما أعلنه سلفا في الندوة الصحفية بخصوص موعد صعوده لخشبة منصة النهضة.. حاتم عمور الذي اختار لجمهور منصة النهضة باقة من أشهر أغنياته، استهلها بأغنيته "الأول" التي قدمها بمصحابة فرقة استعراضية إضافة إلى اغنيات أخرى من رصيده على غرار "غضب غضب" و"مرا كادة" و"ألو فينك" و"حسدونا" و"حسبني طماع" قبل ختم وصلته بالأغنية الوطنية الشهيرة "صوت الحسن" وسط تفاعل جماهيري كبير.. وإنصافا لحاتم عمور في الليلة الثامنة من ليالي المنصة الشرقية، فإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال إنكار المجهود المبذول من قبله في سبيل جعل عرضه أمام جماهير النهضة الغفيرة مختلفا نوعا ما ومضاهيا للاستعراضات الفنية الاحترافية من خلال إضافة الإضاءة والمؤثرات الخاصة ومختلف تقنيات الإبهار في الخشبة رغبة في التفوق والتميز، متناسيا قبل كل ذلك أن أساس النجومية هو قبول إلهي رباني يمنحه الباري تعالى لمن شاء من العباد.. وهنا وتفعيلا للمثل اللشهير القائل إن"ما لله لله وما لقيصر لقيصر"، فإنه وجب القول إن النجم سعد المجرد حضر بكل ثقله في وصلة عمور الذي لم ينجح في التخلص من عقدة تفوق ونجومية الأخير فوق الخشبة باعتباره من أهم الأسماء الفنية الموجودة في قائمة النجوم العرب حاليا بدليل نجاحاته الكبيرة التي لا يختلف حولها اثنان عبر اغنياته وكليباته التي اكتسحت العالم.. وفي الفقرة الثانية من الليلة الثامنة من ليالي المنصة الشرقية، كان لجمهور منصة النهضة لقاء بالفنانة المتميزة أسماء لمنور التي انطلقت حوالي منتصف الليل وسط حضور جماهيري كبير، رحب بفنانته المفضلة التي سبق لها الوقوف على هذه المنصة مرتين.. وفي وصلتها، ارتأت أسماء لمنور التركيز على تقديم اغنيات ألبومها الجديد "صبية" من بينها "نورمال" وبقيت و هو" و"طفي التلفون" و"لالاهم" و"شفت منام"، واغنيتها "عندو الزين" التي حققت نجاحا جماهيريا كبيرا والتي أدتها تحت إلحاح الجماهير الحاضرة بكثافة لمنصة النهضة. كما قدمت أسماء بعضا من اغنياتها القديمة على غرار "ماشي رجولة" و"الطيارة" وأغنية جينيريك سلسلة "هاكا ماما" و"جونيمار" .. اختيار يطرح تساؤلا كبيرا حول أسبابه ودوافعه التي جعلت أسماء لمنور تجازف بتقديم اغنيات ألبومها الجديد، بدل أعمال معروفة لدى الجمهور؟ اختيار لم يكن ذكيا في مخاطبة جماهير النهضة، زيادة على مستوى صوت الفنانة الذي لم يكن في مستوى تألقه ووهجه الفني المعتاد، وهو ما يقود للقول إن عرض لمنور لم يكن في مستوى الانتظارات التي توقع أصحابها أن ترفعهم ملكة الأندلس بصوتها الخاص إلى فضاءات أخرى غير منصة النهضة التي سيقف فوقها اليوم سلطان الطرب العربي جورج وسوف..