بعد معاناة وترصد، تمكنت عناصر الأمن من توقيف أحد بارونات المخدرات المطلوب للعدالة منذ مدة، لكن بسهولة سيتمكن من مغادرة مكتب قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية، ليختفي مجددا لحظات قليلة قبيل إصدار مذكرة بحث جديدة في حقه. «الطائر»، الذي اعتقل بعد معاناة بإحدى محطات البنزين، المعروف بلقب «بونيطو»، والذي كان مبحوثا عنه من طرف مصالح الشرطة القضائية منذ مدة، تبين من خلال تصريحاته أنه كان يزاول الاتجار الدولي في المخدرات، برفقة شخص آخر معروف بالمنطقة، وجاء ذلك واضحا في تصريحاته أمام الضابطة القضائية، بل وكشف عن أسماء لمعاونيه. وقد أكد «بونيطو» أنه مارس برفقة شقيق له، كان قد فارق الحياة، تجارة المخدرات بين الضفتين، انطلاقا من منطقة سيدي عبد السلام في اتجاه مالقا الإسبانية، كما تمكن من تهجير بعض الأشخاص، الذين كانوا يساعدونه في عمليات التهريب والتحميل، سواء بالشواطئ المغربية، أو الإسبانية. وقدم المتهم أمام النيابة العامة بتهم الاتجار الدولي في المخدرات «الشيرة» والمشاركة، والضرب والجرح المؤديين للكسر وحيازة سلاح أبيض بدون مبرر قانوني وإهانة الضابطة القضائية والإدلاء ببيانات كاذبة، حيث قررت النيابة العامة متابعته برفقة شخص آخر في حالة اعتقال، وإصدار مذكرة بحث في حق بارون آخر كان يوجد بالمدينة خلال الأيام الأخيرة، قبل أن يختفي بعد اعتقال صاحبه. المتهمان أحيلا على قاضي التحقيق، الذي قرر متابعتهما في حالة سراح، رغم التهم الثقيلة، وغياب الضمانات الكافية لمثولهما أمامه، وهو فعلا ما سيتبين لاحقا، حيث سارعت النيابة العامة للطعن في قرار السراح المؤقت، الذي رفض في حينه. لكن أين المتهم؟ لا وجود له، فقد كانت فرصة خروجه من مكتب قاضي التحقيق، كافية بالنسبة له لمغادرة التراب الوطني بطرقه الخاصة، وكغالبية بارونات المخدرات، باستعمال يخت أو مركب سريع.