تم يوم الأحد تكريم مئات من الجنود المغاربة الذين سقطوا في معركة «جامبلو شاستر» سنة 1940 ضد القوات النازية، وذلك بمناسبة تخليد الذكرى ال 77 لهذه المعركة بالمقبرة الوطنية العسكرية الفرنسية بشاستر التي تبعد بأربعين كلمترا جنوب العاصمة بروكسل. وقد وضع سفراء المغرب، فرنسا والسينغال، إكليلا من الزهور تخليدا لذكرى هؤلاء الجنود الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحرية والسلام. وبعد تحية العلم المغربي والفرنسي والبلجيكي على إيقاع الأناشيد الوطنية، تم إلقاء كلمات أشادت بشجاعة الجنود الذين سقطوا في ساحة المعركة إلى جانب القوات الفرنسية، مع الدعوة إلى إحياء ذكرى هؤلاء الجنود الذين عاشوا في إطار من التسامح والاحترام المتبادل مع البلجيكيين. وأكدت الكلمات التي تم إلقاؤها على أهمية تخليد هذه الذكرى بالنظر إلى الاضطرابات التي يعرفها العالم المعاصر والتي يكون مصدرها غالبا عدم القبول بالآخر. وجرى هذا الحفل بحضور عدد من أعضاء الجالية المغربية في بلجيكا، والجنود القدامى الذين حاربوا خلال الحرب العالمية الثانية، وشخصيات سياسية من بينها وزير الدولة البلجيكي أندريه فلاو، وعدد من الدبلوماسيين، والمنتخبين وشخصيات عسكرية. وكان الحضور على موعد مع حفل أقامته سفارة المغرب شكل مناسبة لتقاسم الذكريات والعبر من الشجاعة والتضحية التي تجسدها معركة جامبلو شاستر. ففي 14 ماي 1940، وصل الفيلق السابع من الرماة المغاربة إلى الجبهة في رحلة على الأقدام استغرقت يومين، ودخلوا في مواجهات مع القوات النازية. وقد تحمل الجنود المغاربة الجانب الأكبر من الهجوم الألماني وتمكنوا من التصدي له رغم الخسائر الكبيرة. وقد كانت القيادة العليا الفرنسية على وشك إصدار الأمر بالتراجع لتجنب عملية التطويق من قبل الجيش الألماني، غير أن الجنود المغاربة نجحوا في صد النازيين وكان الثمن في ذلك مئات من القتلى، الذين ترقد جثامينهم اليوم في أرض المعركة بشاستر.