تعرضت الإدارة الأمريكية لموقف محرج أمس الخميس (11 ماي) بعد نشر موسكو صورا للقاء مغلق بين الرئيس دونالد ترامب ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وتظهر الصور ترامب مبتسما وهو يصافح لافروف، وقد وقف إلى جانبهما السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك، خلال اجتماع عقد الأربعاء في المكتب البيضوي. ويُنظر الى هذا اللقاء على أنه مكسب دبلوماسي كبير للكرملين، لأن لافروف استُقبل على سجادة حمراء بعد بضعة أشهر فقط على فرض واشنطن عقوبات على روسيا لتدخلها المزعوم في الانتخابات الرئاسية في عام 2016. وقد تساءل دبلوماسيون عن الأسباب التي دفعت الرئيس الأمريكي إلى الموافقة على استقبال المسؤولين الروسيَّين، وهو شرف محفوظ في العادة لرؤساء الدول، خصوصا أنن روسيا باتت في قلب فضيحة سياسية كبيرة في الولاياتالمتحدة. وتواجه الادارة الاميركية اتهامات بوجود تواطؤ بين مقربين من ترامب ومسؤولين روس بينهم كيسلياك لتعزيز فوز ترامب على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون. وتجري الولاياتالمتحدة حاليا ثلاثة تحقيقات حول هذا الموضوع. وبالتالي فإنّ نشر الصور يعزز الانطباع بأن روسيا حققت انتصارا دبلوماسيا. وقال مايكل ماكفول، سفير الولاياتالمتحدة السابق لدى موسكو "تهانيّ زملائي لحصولكم على تلك الصور! ضربة هائلة. وقد نشرت وزارة الخارجية الروسية تلك الصور على موقع "فليكر". وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا على صفحتها في فيسبوك "الجانب الاميركي لم يطلب عدم نشر هذه الصور". في العلن، يحاول البيت الابيض الايحاء بان الامر طبيعي، وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض ساره ساندرز "انه امر طبيعي ان يلتقي (ترامب) وزير الخارجية" الروسي. لكن مسؤولي البيت الابيض يشعرون بالغضب مما يعتبرون انه خيانة للثقة. وقد اوضحوا ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب حصول ذلك اللقاء بين وزيره وترامب، كخطوة مماثلة للقاء بوتين مع وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون. وقال البيت الابيض إنه تم ابلاغه بأنّ مصوراً روسياً سيكون موجودا، ملمحاً بذلك الى ان الصور التي التُقطت كانت للارشيف وليست مخصصة للنشر الفوري. وجاء الاجتماع بين ترامب والمسؤولين الروسيَّين بعد ساعات على قراره المفاجئ باقالة مدير الاف بي اي جيمس كومي الذي تحقق اجهزته باحتمال وجود تواطؤ بين حملة ترامب وروسيا. وقد فاقم وجود كيسلياك في المكتب البيضوي التوتر اذ ان اتصالاته بمقربين من ترامب هي في صلب الشكوك بحصول تواطؤ.