كشفت التحقيقات النهائية بحسب مصدر قضائي، أن المشتبه فيه الرئيسي ذي الثلاثين من العمر، وأحد مشاركيه الذي يقربه من أفراد عائلته ذي عشرين سنة، وجه أحدهم طعنتين بواسطة السلاح الأبيض، للهالك قبل أن يعمدا إلى خنقه بواسطة وسادة نوم، حتى لا يصرخ ويفتضح أمرهما بعمارة الأفق بتمارة، التي يقطن بها المصور الصحفي لوكالة المغرب العربي، وظل الهالك ينزف من الدماء، وهو مكبل اليدين والرجلين حتى فارق الحياة. وأضاف ذات المصدر، أن المتهم الرئيسي كان من أحد معارف الهالك، الذي كانت تربطه به علاقة صداقة أزيد من ست سنوات، لما كان يقطن بحي المحيط بمدينة الرباط، وهو متزوج وأب لولد، ولما انتقل المصور الصحفي للسكن بحي الغزالي بتمارة كان يتردد عليه باستمرار، لأنه كان يعيش ضائقة مالية وكان بين الفينة والأخرى يمده ببعض المال، قبل أن يعود الجاني إلى مدينة مكناس حيث يقطن للعمل هناك، لكن خلال الأيام الأخيرة مع حلول شهر رمضان، اشتدت ضائقة المالية لأنه لم يسوي وضعية كراء شقته لأزيد من ثلاثة أشهر، وهو مهدد بالإفراغ منها. ولما اتصل بالهالك قبل أسابيع من وقوع الجريمة، طلب منه أن يجد له عملا بتمارة أو الرباط، ووعده بذلك، وخلال تلك الليلة انتقل الجاني مرفوقا بقريب له من مدينة مكناس صوب شقة المجني عليه في وقت متأخر، حيث استقبلهما في بيته وتناولا وجبة العشاء جميعا، لكن المتهم الرئيسي كانت له نية مبية، لأنه كان يعلم أن صديقه المصور الصحفي، يعيش لمفرده بعد أن طلق زوجته وهو ميسور الحال، فقرر الإجهاز عليه تلك الليلة بمعية مشاركه.
وأفاد المصدر ذاته، أنه في الوقت الذي كان الجميع يستعد للخلود للنوم، فاجئه المتهم وشركه اللذان انقضا عليه وأسقطاه أرضا، لكنه أثناء مقاومتهما وجه له الجاني طعنتين بواسطة السلاح الأبيض، حيث سقط متأثرا بجروحه الغائرة وهو ينز بالدماء، لحظتها فتشوا المنزل بالكامل من أجل الحصول على المال، لكنهما لم يحصلا سوى على مبلغ 800 درهم، التي كانت بحوزة الهالك، واستوليا على ثلاث هواتف نقالة، ثم غادرا وتركا الضحية مدرجة في بركة دمائه، وهو ينزف إلى أن فارق الحياة. وانطلاقا من تحليل ومطابقة الآثار والأدلة البيولوجية والمادية المرفوعة من مسرح الجريمة، إضافة إلى الهواتف النقالة للضحية المستولى عليها، تمكنت المصالح الأمنية لتمارة الوصول إلى المشتبه فيهما المتورطين بشكل مباشر في هذه الجريمة النكراء بأسرع وقت ممكن. وبعد مواجهتهما بالمنسوب إليهما، من خلال وجود أدلة علمية دامغة، اعترفا بالمنسوب إليهما الموما إليه، وتمكنت مصالح الأمن من استعادة الهواتف النقالة المستولى عليها من قبل المشتبه فيهما، وسيتم إحالتهما يوم الأحد على غرفة الجنايات بالرباط، بعد أن وجهت لهما تهم ارتكاب جريمة القتل العمد بواسطة السلاح الأبيض، المقرونة بالسرقة، مع سبق الإصرار والترصد، والمشاركة.