أولهما سيدة في العقد الثامن من العمر، والثانية أم لثلاثة أطفال مازالوا في أمس الحاجة إلى الحضن الدافئ والرعاية المتواصلة.. مشهدان مرعبان لحالتين من الانتحار، تفرقتا في مكان تنفيذ عملية الموت، وتوحدتا في الزمان عندما صادف تنفيذهما يوم أمس الثلاثاء. فحسب ما أفاد به مصدر مطلع موقع «أحداث أنفو» فإن سيدة تبلغ حوالي 80 سنة من العمر، أقدمت على وضع حد لحياتها بطريقة مأساوية، يوم الثلاثاء 2 ماي الجاري، حيث أقدمت على الإنتحار شنقا باستعمال حبل وتعليق نفسها في شرفة شقة تقطنها بمعية ابنتها بتجزئة «العريشة» بمدينة جرسيف. وقد خلفت هذه الواقعة حزنا عميقا في النفوس، إضافة إلى الاستغراب الكبير الذي أبداه كل من اطلع على هذه الفاجعة، لأن المنتحرة، التي أقدمت على الانتحار سيدة ثمانينية، توصف بأنها في أرذل العمر، عمدت إلى إخماد أنفاسها بهذه الطريقة في وقت تجهل فيه دوافعها لذلك. وقد استنفرت هذا الخادث السلطات المحلية، وعناصر التحقيق، حيث تمت معاينة الجثة، قبل نقلها إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بجرسيف، وفتح تحقيق لتحديد أسباب الإنتحار الذي بقيت دوافعه «لغزا». وثاني مآسي عمليات الانتحار التي نفذتها «نون النسوة»، إقدام سيدة من مواليد 1990، أم لثلاثة أبناء في عمر الزهور، على وضع حد لحياتها شنقا هي الأخرى، بواسطة حبل، صباح الثلاثاء كذلك، بمنزل أسرتها بدوار «العكوبات» جماعة شرقاوة باشوية مولاي ادريس زرهون بنواحي مكناس. وتظل أسباب هذا الانتحار بدوره مجهولة، في انتظار نتائج التحقيقات، حيث تم نقل الجثة إلى مستودع الأموات بمستشفى محمد الخامس بمكناس، لإخضاعها للتشريح الطبي. انتحاران في يوم واحد، وقد تكون عمليات أخرى غيرهما سجلت، أو ينوي البعض تنفيذها، في غياب الدراسات الاجتماعية والنفسية، والتتبع العلمي لحوادث قتل للنفس، وإخمادها، الذي مع إغفاله مسبباته قد يغدو «ظاهرة».