خلال تعليقه على خطوة المراجعات التي عرضت السلفي السابق أبو حفص للكثير من الهجوم، اعتبر إدريس الكنبوري أن وضع هذه المراجعات في إطارها الصحيح يكشف أن رفيقي لم يكن يوما سلفيا جهاديا، " لأن السلفي الجهادي هو الذي يعتنق الفكر السلفي ويقاتل مع الجماعات المتطرفة وليس هو من يؤمن بالسلفية الجهادية ويجلس في بيته،" يقول الكاتب والباحث في الشأن الديني. الكنبوري اعتبر في حوار نشر له على جريدة الأحداث المغربية، أن من حق أبي حفص أن يخاف على حياته، فهو يعرف الوسط السلفي ويعرف أن هناك بعض الأشخاص الذين قد يصل بهم الطيش إلى حد الاعتداء على حرمة الأشخاص، كما تحدث عن دور البيت والمدرسة والشارع في توفير بيئة نقاش صحي، معتبرا المجتمع المغربي مليء بالكثير من "العدوانية وفائض العنف الذي يعبر عن نفسه بمختلف الأشكال. وهذا الأمر لا يقتصر على السلفيين بل يطال حتى السياسيين والمثقفين، لكن المشكلة تزداد حدة عندما يتخذ الخلاف أبعادا دينية، لأن البعض يسمح لنفسه بأن يصدر أحكاما جائرة بالتكفير أو التفسيق على أشخاص لا يشاطرونهم آراءهم." وخلال جوابه عن سؤال مدى الأهمية التي يشكلها باب الاجتهاد لإعادة قراءة التراث الديني، قال الكنبوري أن "مشكلتنا اليوم هي أننا لا زلنا ندور في الفقه التقليدي دون القدرة على فتح آفاق جديدة للمسلم المعاصر الحائر بين القدماء وبين عصره المضطرب" مضيفا أن هذه النقطة من باب الضحك على أنفسنا لأننا مجتمع لا يقرأ، "التعليم كارثة عظمى ، والكتاب لا يبيع سوى عشرات النسخ، ووزارة الثقافة تساهم في الرداءة، وهناك عشرات المهرجانات الراقصة لكن ليس هناك مهرجان ثقافي واحد في المغرب، ودعم الكتاب ضعيف جدا، والإعلام المغربي السمعي والبصري لا يعطي للثقافة سوى المساحة التي يعطيها للإشهار، إذن كيف يمكن في مثل هذه المجتمع الحديث عن الحوار والثقافة والاجتهاد؟" يتساءل الكنبوري.