يبدو أن الجزائر المهووسة بتتبع أخبار المغرب، وينشر إعلامها عن أخبار المملكة، أكثر مما تنشره الصحافة المغربية، لاتزال لم تستوعب بعد القرار التاريخي الذي تم الإعلان عنه مساء أمس الجمعة، والمتعلق بعودة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وكوبا. فحتى زوال اليوم السبت، لاتزال المواقع الجزائرية لم تعلق بعد عن القرار، وربما لاتزال الصدمة مطبقة على صدور الساسة في هذا البلد "الصديق" كما هو الوضع نفسه بالنسبة لإعلامها، الرسمي منه والخاص التابع منه للسلطة بالطبع. الصحافة الجزائرية التي تعودت تشريح كل الأخبار المتعلقة بالمملكة، وتنقلها من زاوية خدمة سياسة قصر المرادية، لاتزال لم تتلق التوجيهات الخاصة بطريقة التعاطي مع الموضوع، وهو مايبرر هذا الصمت، وربما كان وقع الصدمة كبيرا وغير متوقع، لدرجة أن الأوامر بخصوص طريقة التعاطي مع الموضوع، لم تصدر بعد، باعتبار أن كوبا ليست أي دولة، وهي عنصر فاعل ضمن الضلع الثلاثي الأساسي المعادي للمملكة، إلى جانب جنوب إفريقيا، وبالتالي فإن القرار أكبر من أن تتسرع السلطات هناك لانتقاد جمهورية كاسطرو. بعض التعليقات الأولية للحدث، ذهبت في اتجاه أن الجزائر، التي لاتزال لم تستوعب بعد قرار العودة التاريخي للاتحاد الإفريقي، وتنامي العلاقات الاقتصادية المغربية مع دول إفريقيا، تلقت ضربة جديدة بقرار عودة الدفء للعلاقات المغربية الكوبية، وهو مايشكل وفقها، انتكاسة كبيرة للمشروع المعادي للمملكة، وفقدان حليف كبير وأساسي في هذا المخطط الذي ظل قائما من زمن الحرب الباردة. تعليقات أخرى "مغرضة" ذهبت في اتجاه دعوة المغرب لعدم "قتل" بوتفليقة معنويا، حسرة على هذه الانتكاسة، وتساءلت إن كان محيطه قد أخبره بالحدث، أم أنهم يبحثون عن وسيلة مناسبة تجعله يستوعب حجم الخسارة، وقالوا ربما لهذا لايزال الصمت قائما في انتظار أن يتم وضعه في الصورة تدريجيا. ومقابل هذا الصمت، كانت الصحافة الجزائرية قد توقفت طويلا عن سبب اختيار الملك محمد السادس لدولة كوبا، من أجل قضاء عطلته الخاصة، ولمحت إبان ذلك لوجود شيء ما يطبخ في الخفاء، لكن لاأحد منها شطح به التفكير نحو عودة العلاقات بين الرباط وهافانا، وبهذه السرعة.