انطلقت صباح أمس الخميس (20 أبريل) فعاليات الدورة الثانية للملتقى الثقافي والعلمي لمدينة القصيبة بإقليم بني ملال،حول موضوع «السياحة الجبلية مدخل استراتيجي للتنمية الترابية»، وذلك بتنظيم من طرف المجلس البلدي لمدينة القصيبة، وبتعاون مع كل من مجلس جهة بني ملالخنيفرة، كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال ،مختبر دينامية المشاهد و المخاطر و التراث ، ماستر الهجرة الدولية والمجال والمجتمع، ماستر الآداب والسينما، وجمعية فن و مرئيات، وذلك خلال الفترة الممتدة مابين 20 و 22 أبريل الجاري. وتتميز نسخة هذه السنة بمشاركة متميزة لعدد من الأكاديميين والباحثين المغاربة والأجانب الذين يمثلون دول إيطاليا وليبيا وسوريا واليمن وفرنسا، والذين عملوا جميعا خلال مداخلاتهم الافتتاحية على محاولة بلورة نقاش جاد يهدف الخروج بعدد من التوصيات التي من شأنها تقديم مجموعة من التوجيهات التي تهم النهوض بقطاع السياحة الجبلية، وذلك من خلال تقديم مجموعة من النماذج الحية وتجارب بعض المدن والمناطق التي تميزت بتجارب غنية على صعيد التنمية السياحية الجبلية. وأكد رئيس المجلس المجلس البلدي لمدينة القصيبة، محمد وقربي في كلمة له بمناسبة افتتاح أشغال الملتقى،أن إختيار موضوع السياحة الجبلية باعتبارها قطاعا يمكن أن يشكل قاطرة لتنمية المناطق الجبلية ،كما يسعى من خلاله أن يكون أرضية خصبة للنقاش و تقاسم التجارب في هذا الشأن للخروج بتوصيات و تصورات لخلق نشاط سياحي مندمج بهذه المجالات يراعي خصوصياتها و يحافظ على مواردها ،وذلك في إطار تدبير تشاركي لمختلف المتدخلين. وأضاف وقربي،أن هذا الملتقى سيشكل فرصة أمام مختلف الباحثين و الفاعلين و المهتمين للاستفادة من خبراتهم ،و تجارب الأساتذة و المتمرسين في مجال البحث لتقاسم تجاربهم ،كما يعد الملتقى حسب أوقربي دائما فرصة سانحة أمام الباحثين و الأطر و الكفاءات للمشاركة بافكارهم و تصوراتهم حول الموضوع. من جهته،تطرق الأستاذ الجامعي و الباحث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية،مصطفى الندراوي،الذي ترأس أشغال إحدى الندوات العلمية المدرجة في أشغال الملتقى ،و التي اختير لها عنوان «المؤهلات السياحية بحوض درعة و المعيدر بين واقع الوفرة وضعف التثمين» ،وذلك في محاولة متميزة من الدكتور و الأستاذ الجامعي لنقل التجربة السياحية بهذه المنطقة ،حيث تضمنت مداخلته جردا شاملا لمختلف الإمكانيات التي يحظى بها القطاع السياحي بحوض درعة،مع تحديد للاكراهات المتنوعة التي تواجه القطاع ،كما تم تسليط الضوء خلال المداخلة كذلك على مختلف المشاريع الترابية لحوض درعة ،التي جادت بها الرؤية الإستراتيجية لقطاع السياحة 2020 ،المتعلقة بالتثمين و المحافظة و إستثمار المنتوج المحلي. وخلص الندراوي في مداخلته على أن المنطقة تتميز بتنوع ملحوظ على مستوى المؤهلات السياحية ،تختلف بين ماهو طبيعي وما هو تراثي ،كما أن الواحات التي تمتاز بها المنطقة تحتضن تراثا طبيعيا و موروثا محليا محفزا للسياحية بجميع أشكالها. من جهة أخرى ،تخللت فعاليات اليوم الافتتاحي توقيع كتاب يحمل خلاصات اللقاءات العلمية التي تميزت بها النسخة الماضية للملتقى ،و الذي اختير له عنوان «المدن الجبلية و رهانات التدبير الترابي». وفي سياق متصل ،تم إدراج العديد من الفقرات المتنوعة ضمن أنشطة الملتقى ،من بينها عروض لفن التبوريدة و الفروسية التقليدية ،ومعرض يهدف إلى عرض و تثمين المنتوجات التقليدية المحلية،الى جانب بعض الفقرات و الأنشطة الرياضية و الثقافية.