يبقى إبراهيم زنيبر أحد أهم الأسماء التي فقدها المعرض الدولي في دورته الحالية. زنيبر الذي يعد من كبار الفاعلين في المجال الفلاحي والصناعة الغذائية بالمغرب، وافته المنية في 30 من شهر شتنبر من العام الماضي عن سن تناهز96 سنة. هو إبراهيم زنيبر مالك «دينا هولدينغ» للمنتوجات الفلاحية والصناعات الغذائية على الصعيد الوطني. رأى النور وسط عائلة بسيطة تمتهن بيع الصوف بأسواق مدينة سلا التي ولد بها سنة سنة1920 وعاش بها مرحلة من شبابه قبل انتقال الأسرة إلى مدينة سيدي قاسم حيث كان والد الراحل الطاهر زنيبر يتاجر في الحبوب والقطاني والصوف بالسوق الأسبوعي ليوم الخميس بعاصمة الشراردة . اكتسب الراحل خبرة التجارة من خلال مساعدته لوالده ، غير أن طموحه كان دافعا لبحثه عن آفاق أخرى لتحقيق ذاته خاصة وأنه كان وقتها قد تعرف على العديد من رموز الحركة الوطنية ، كما كانت له علاقة مع الملك الراحل الحسن الثاني. الأرض عشقه الأول والأخير. ظل حلم اقتناء أرض يراوده منذ سنواته الأولى، وتحقق هذه الحلم بشراء ضيعة من مستعمر بمنطقة أيت حرز الله بضواحي الحاجب، بعدما ظفر بقرض. هذه الضيعة كانت فألا على زنيبر، إذ منها انطلقت امبراطوريته الشهيرة. لكن الانطلاقة الحقيقية للراحل زنيبر، بدأت في سنة 1963، عندما أنشأ شركة لإنتاج المشروبات انطلاقا من العنب. سارت الأمور كما يحب وحققت الشركة أرباحا أكثر من المتوقع. بعد ذلك ستبدأ مرحلة جديدة في مسار زنيبر عندما سيقتني «دينا هولدينغ» في سنة 2001. صفقة جاءت في الوقت المناسب، إذ بعد النجاج الذي حققه طيلة حقوق، نمت أنشطة الراحل، وكان لابد من إطار جديد من أجل توسيع نشاطاته سواء في المغرب، أو في الخارج، وهو ما ما تم بالفعل، إذ غدت مجموعة «دينا هولدينغ» تحقق رقم معاملات بالملايير. اغتنى الرجل واشتهر،لكن لا المال ولا الشهرة غيرا من طباعه شيئا. إذ حسب معارفه ومن تعاملوا معه، ظل إبراهيم زنيبر دمث الخلق، متواضعا، لطيف المعشر، ولايتأخر عن مساعدة من هم في حاجته. ظل على هذا المنوال إلى أن وافته المنية، تاركا امبراطورية تساوي الملايير.