افتتحت مساء أمس الاثنين (10 أبريل) بالمركب الثقافي سيدي بليوط بالدار البيضاء فعاليات الملتقى الثاني للفنانين العصاميين، المنظم هذه السنة تحت شعار "الحق في الإبداع"، وذلك تكريما لروح الفنان الراحل عباس صلادي. و أكدت زهرة ألكو رئيسة جمعية "إبداع وتواصل" (الجهة المنظمة) في بلاغ بالمناسبة أن هذا الملتقى الفني، الذي تمتد فعاليات إلى غاية 16 أبريل الجاري، يعد الأول من نوعه بالمغرب كأرضية عامة للتأكيد على مدى تضحية الفنانين العصاميين للحاق بركب ذوي الكفايات والمعارف العملية. وأشارت إلى أن الفنانين العصاميين أضحوا اليوم قاعدة ذهبية واستثناء، مذكرة بمقولة لميلان كونديرا الروائي الفرنسي من أصول تشيكية: "ليست المعارف الرحبة هي التي تميز العصامي عن المتمدرس، بل الدرجات المختلفة للحيوية والثقة بالنفس" . وأضافت إن العصامية هي الإرادة التي ستخلق الانسجام الداخلي للأرواح، مشيرة الى أن هذا الانسجام هو الذي طبع حياة المسار الإبداعي لدى المحتفى به الفنان العصامي الراحل عباس صلادي ، حيث تجاوز بأثره الإبداعي الحدود بين التجريد والتشخيص. وخلصت إلى أن الجمعية ارتأت برسم الدورة الحالية الاحتفاء بذاكرة هذا الرمز على اعتباره أحد الفنانين العصاميين النموذجيين و الباحثين عن مسالك جديدة، بحيث خارج عزلة فنه بمحترفه بمراكش، كان شخصية انطوائية تحلق في معارج الإبداع الغرائبي. وتتضمن فقرات برنامج هذا التكريم عرضا لسلسلة من الافلام الوثائقية ذات الصلة بالفنانين العصاميين من قبيل ( فان غوغ و مارسيل دو شون و غويا ورودان الى جانب الفنان العصامي المحتفى به عباس صلادي). كما ستعرف هذه الدورة لقاءين مفتوحين الأول حول مؤلف : " هشاشة الفن المفرطة " للباحث الجمالي والناقد الفني ادريس كثير وآخر حول حول موضوع " الفن والعصامية: عباس صلادي كمثال نموذجي " من تسيير الناقد الفني عبد الله الشيخ ، والأديب الإعلامي محمد معتصم.