أكد فؤاد البريني، رئيس مجلس الرقابة للوكالة الخاصة طنجة المتوسط، الخميس بطنجة، أن "أيام طنجة للخدمات اللوجستية" تشكل موعدا مهنيا أساسيا في مجال النقل والخدمات اللوجستية، وحدثا علميا مرجعيا بالنسبة لمهنيي اللوجيستيك على الصعيدين الوطني والدولي. وأوضح بمناسبة افتتاح الدورة الثانية لهذه التظاهرة أن "(طنجة لوجيستيك دايز) التي يتم تنظيمها كل سنتين، تعد حدثا علميا بارزا يضم كبار المختصين والمهنيين والشركاء والخبراء في مجال النقل والخدمات اللوجستية، وفضاء للتبادل حول المواضيع الراهنة ذات الاهتمام المشترك، من أجل تعزيز القدرة التنافسية للمقاولات، وتحسين كفاءة إدارة سلسلة التوريد، وتعزيز تبادل الخبرات والممارسات الجيدة". وأشار البريني إلى أن مجال الخدمات اللوجستية، الذي يشهد تصنيعا على نحو متزايد، يكتسي أهمية بالغة في تنمية التجارة الدولية، مبرزا أن ميناء طنجة المتوسط منخرط بشكل فعال في سلسلة إدارة التوريد. وفي هذا الإطار، أبرز رئيس مجلس الرقابة للوكالة الخاصة طنجة المتوسط تطور السوق العالمية للنقل والتجارة الالكترونية، التي سجلت نموا سنويا يتراوح ما بين 10 و15 بالمئة، لافتا أن هذه الدورة، التي يتم تنظيمها تحت شعار "الميل الأخير للخدمات اللوجستية، التحدي الكبير"، تروم معالجة قضايا لوجيستيك الكيلومتر الأخير، الذي يتأثر بشكل مباشر بسبب التغيرات في أنماط الاستهلاك وتطور الأعمال التجارية المحلية. من جانبه، ذكر الخبير في مجال سلسلة التوريد، باتريك ريمورد، أن لوجستيك الكيلومتر الأخير يمثل أكثر من 30 بالمئة من تكلفة النقل، مشددا على الدور الهام الذي تلعبه الموانئ في مجال إنعاش التجارة الدولية وضرورة تعزيز مراقبة التكاليف المرتبطة بالمرحلة النهائية من التسليم، التي ترتبط بقوة باضطرابات أنماط الاستهلاك المنزلي. وبدوره، شدد المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الخدمات اللوجيستية، يونس التازي، على أن موضوع هذه الدورة يكتسي أهمية خاصة، لا سيما بالنسبة للمغرب، حيث يساهم اللوجستيك الحضري، آخر رابط لوجستي نحو نقط البيع، في ارتفاع تكاليف النقل القابلة للتقليص. وأضاف أن الوكالة أجرت مسحا ومراجعة للتجارب الدولية التي ساعدت على وضع برنامج وطني لتنمية الخدمات اللوجستية الحضرية لإقامتها في العديد من المدن المغربية، مع حلول حول البنية التحتية للتسليم، وحركة مرور الشاحنات والممارسات اللوجستية للمشغلين. وفي هذا الصدد، اعتبر المسؤول أن تعزيز الممارسات اللوجستية المرتبطة بالكيلومتر الأخير ستكون له آثار كبيرة على البيئة ونوعية الحياة للمواطنين، بالإضافة إلى تحسين إدارة التكاليف اللوجستية وتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد المغربي. أما مدير اللوجيستيك بمجموعة (ديكاتلون إفريقيا)، لوران بابزيان، فأكد أن اختيار مدينة طنجة كمدخل مينائي نحو إفريقيا تم بفضل الخدمات البحرية الجيدة التي يقدمها ميناء طنجة المتوسط وللمكانة التي تحتلها المملكة كأول زبون إفريقي، لمدة خمسة عشر سنة، مشيرا إلى أن الاستراتيجية التجارية للمجموعة تقوم على تقليص الآجال والتكاليف، خاصة تلك المرتبطة بالخدمات اللوجستية. وشدد المتدخلون أيضا على ضرورة حل مشاكل التنقل في المناطق الحضرية وتعزيز البنية التحتية الرابطة بين الموانئ ونقط البيع. وشكل الاجتماع الذي حضره عامل إقليم الفحص – أنجرة، عبد الخالق مرزوقي، مناسبة لتناول مواضيع متعددة، بدءا بالتنظيم وإدارة التدفقات الدولية، إلى التسليم للزبون، مرورا بالاتجاهات الرئيسية التي تؤثر على التدفقات العالمية والتكنولوجيات المنتشرة في جميع المراحل. وحضر هذا الموعد، الذي تم تنظيمه من طرف ميناء طنجة المتوسط، مقدمو الخدمات اللوجستية والناقلون وخبراء وطنيون ودوليون، ناقشوا خلال جلسة عامة دور الميناء باعتباره الحلقة الأولى في سلسلة التوريد في الخدمات اللوجستية العالمية. كما تطرقوا إلى موضوع تدفق سلسلة التوريد من خلال معالجة القضايا المتعلقة بالتدفقات العالمية، ومفاهيم إعادة التصنيع، وإدارة المخاطر، وارتفاع تكاليف النقل، والثورة الصناعية 4.0 التي من شأنها أن تغير تدفق السلع والاتجاهات التي تؤدي إلى تغييرات في أنماط التدفق والاستهلاك. وتضمن اللقاء عدة أوراش موضوعاتية تتعلق ب"تحديات الميل الأخير للموانئ" و"التسليم للمستهلك النهائي، ما هي الإجابات اليوم وتحديات يوم غد؟"، من تنشيط خبراء مغاربة وأجانب في مجال الخدمات اللوجستية والنقل.