ترى ما هو القاسم المشارك الذي يجمع بين "أتاي" بفاتح ماي؟ ماهي الرسالة التي أراد أحمد شوقي توجيهها لمعجبيه ،من خلال أغنيته الجديدة التي اختار لها عنوان "قهوة". وأين يوجد خط التماس الذي يجمع بينهما؟. لا أظن أن سمير موجاري قد اختار هذه الكلمات،دون أن يدرك تمام الإدراك أن لاصلة لها بالإحساس والعاطفة.بل كان ذلك عن قصد،كما في جميع أعماله،لخلق الإثارة والتميز،ولو على حساب ذكاء وأذواق الجمهور.فهو يغرد خارج السرب لزعزعة عواطفنا وخدش أحاسيسنا.من أجل خلق الحدث،يختار مواضيع عاطفية ويؤسسها على مضامين ومفاهيم غريبة،تثير فضول المتتبعين. كلمات مشتتة،ليس لها ترابط حسي،فاقدة التناغم الوجداني والإنسجام الشاعري الذي من المفروض أن يلم شمل أغنية بكاملها ويربط معانيه،لخلق ترابط منطقي يزيدها رونقا وبهاء،وتسمى إبداعا. بين "القهوة"كمكان،و"أتاي" كمشروب شعبي وفاتح ماي كعيد للعمال،ربما هناك قراءات بين السطور لايعرفها إلا سمير موجاري وأحمد شوقي.فاتح ماي هو عيد الشغل،فقد قيمته النقابية ، بعدما أقبرت المطالب العمالية،بفعل حوارات إجتماعية جوفاء، ولاغرابة أن تصبح المقهى مكانا يرتاده العمال خلال هذه المناسبة،يحتسون الشاي،بذل الخروج في مسيرات عمالية ،كما اعتدنا مشاهدتها .فوجودهم بهذا المكان هو لنسيان معاناتهم .فهم لايشعرون بحب مثالي ،كالذي يوجد بدواخل أحمد شوقي ،يحس به كلما لمح بصره فتاة فاتنة ، يترك من أجلها "براد أتاي" وصديقه ،ويختار تتبع خطوات معشوقة مرت من أمام المقهى،لفتت انتباهه بجمالها الأخاذ،ولما استوقفها ،رغم أنف أخيها صاحب البنية الجسمانية القوية،عبر لها عن إعجابه،لكنها خاطبته سير لشغلك"، قبل أن يرد عليها "اليوم فاتح ماي". من الناحية التقنية ،صرفت على فيديو كليب هذه الأغنية مبالغ مالية مهمة.حيث استقدم المخرج راقصات وراقصين،وضعوا في فضاء شاطئ به طواحين هواء، من دون دونكشوط ، لاتحركها رياح، لكنها تهز ملابسهن، وتظهر مفاتنهن. ومن أجل ستر عوراتهن، أدخلهم المخرج، وسط أحجام بلاستيكية، عبارة عن مجسمات لحروف كلمات "هالة ياحبيبي". من الناحية اللحنية،لم يكلف منير الجزائري نفسه،وأختار جملا موسيفية مستهلكة، لا نشتم منها رائحة الميليوديات التي تحرك مادة "دوبامين" فينا. وإذا وضعنا بعض أغاني عبد الفتاح لجريني تحت المجهر، نستنتج أن هناك اقتباس وتطابق. من خلال "البرومو" الذي اختاره الطاقم المشرف على هذه الأغنية، أكد أحمد شوقي أن "الجديد ماشي حاجة ساهلة،خاصو بزاف ديال التضحيات،بزاف الخدمة،بزاف ديال الوقت.هادشي علاش الإنسان خاصو يكافح.فاش كنكون وحدي،شحال من فكرة كطيح على راسي.شحال من أحاسيس وذكريات،ولكن فكرة وحدة وإحساس واحد هو لي يقدر ينجح.هاد المرة غانكون اختاريت الفكرة الأنسب لي غاتشركنا كاملين في نفس الإحساس… قهوة". الأغنية من كلمات سمير موجاري وألحان منير الجزائري وتوزيع محمد شريف.
"دازت من حدا القهوة قلت لصاحبي هاني جاي بقيت تابعها خطوة حطوة حتى برد أتاي وعلاش تهربي استناي تسناي دقيقة هاني جاي قالت ليا سير لشغلك قلت لها اليوم فاتح ماي……"