قال نزار بركة، عضو المجلس الوطني لحزب الاستقلال، في مقال له نشرته الزميلة الصباح، اليوم الجمعة، "يدفعني الرابط القوي الذي يجمعني بمناضلات ومناضلي حزب الاستقلال، كما جمع الأجيال المتعاقبة من الاستقلاليات والاستقلاليين من قبل، لأتقاسم معهم، اليوم، قلقي وانشغالي الشديدين ازاء الوضع الذي يعيشه حزبنا، حزب الاستقلال". وقبل أن يعبر عن عدم ارتياحه لما وصل اليه الوضع داخل حزبه، أوضح بركة، رئيس المجلس الإقتصادي و الإجتماعي و البيئي، أنه تدرج "في عدد من المهام و المسؤوليات الحزبية منذ أكثر 35 سنة"، وأنه منذ موقفه الذي عبر عنه في أعقاب المؤتمر السادس عشر لحزب الاستقلال سنة 2012، ظل "وفيا للحزب، متشبثا بمبادئه وقيمه المثلى، ومتمسكا بوحدته، ومحترما لقرارات مجلسه الوطني"، قبل أن يضيف بأن "ما نقف عليه جميعا، اليوم، من أوضاع تنظيمية، ومواقف سياسية لا يبعث أبدا على الارتياح". وأكد نزار بركة، رئيس اللجنة العلمية للدورة 22 للمؤتمر العالمي للتغيرات المناخية (كوب 22)، في ندائه على أن المسؤولية تقتضي "أن نصارح بعضنا البعض، وأن نسمي الأشياء بمسمياتها ولو كان في ذلك شيئ من القسوة على الذات، حزب الاستقلال أصبح أكثر انحسارا بعد الاستحقاقات الانتخابات الأخيرة، وأصبح أكثر جدلا، وانقساما وعزلة أكثر من أي وقت مضى"، مشيرا الى أنه لا يشغله "تحديد المسؤولية عن هذا الوضع المقلق"، لأن التقييم يرجع لمناضلي الحزب، لكن رغم ذلك يضع حفيد الزعيم علال الفاسي، ثقته في حكمة وعقلانية وبعد نظر الاستقلاليين، للمضي في مسلك شجاع ومشرف لتجاوز هذا الوضع الصعب، يبوء الوطن مكانة فوق كل اعتبار. ويشدد وزير الاقتصاد والمالية في حكومة ابن كيران الأولى، على أنه أمام الاستهداف الذي تتعرض له اليوم صورة حزب الاستقلال في المشهد السياسي، "التصعيد المطلق الذي قد يؤدي الى المس بالثوابت الوطنية، لا يمكن أن يكون جوابا سياسيا مقنعا أو مقبولا، هو فقط هروب الى الأمام، هروب نحو المجهول، ونحن أفق مسدود". نزار بركة، الذي اختارته مجلة "ذي بانكر" التابعة لمجموعة فاينانشل تايمز كأفضل وزير للمالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سنة 2012، ينتقد بصراحة مسار حزب "الميزان" الذي أخده أمينه العام الحالي كرهينة لمنزعه الانتحاري، ومقتنع أنه "حان الوقت، لكي يستعيد حزب الاستقلال قوته وتلاحمه"، والقيام "بنقذ ذاتي، شجاع وموضوعي، واصلاح الأخطاء"، للمساهمة في "رد الاعتبار للعمل السياسي في بلادنا".