16 فبراير, 2017 - 07:56:00 في خروج إعلامي مثير، كتب نزار بركة، العضو السابق في حزب "الاستقلال"، مقالا بعنوان "رؤية أمل لإنقاذ حزب الاستقلال" انتقد من خلاله بشدة قيادة حميد شباط لحزب الاستقلال طيلة الأربع سنوات الماضية، وطالب بضرورة القيام بنقد ذاتي حقيقي لمسار الحزب. وقال بركة، في مقاله الذي اختار أن ينشره في يومية "الصباح"، إن "المسؤولية تقتضي أن نسمي الأشياء بمسمياتها ولو كان ذلك شي من القسوة على الذات"، موضحا: "حزب الاستقلال أصبح أكثر جدلا، وانقساما وعزلة من أي وقت مضى"، مشيرا إلى أنه لا يشغله حاليا تحديد من يتحمل مسؤولية الوضع "المقلق" الذي أصبح يعيشه حزب "الاستقلال". وفي إشارة سياسية قوية، قد تفهم أن بركة، وهو صهر عباس الفاسي الأمين العام السابق لنفس الحزب، قد يكون المنافس المحتمل لشباط في المؤتمر المقبل لحزب "الإستقلال"، كنب البركة إنه "باختيارنا أن نكون جميعا طرفا في الحل، لن نختار قطعا الطريق الأسهل، لكنه طريق المسؤولية والضمير والوفاء لرصيد المبادئ والقيم والنضالات والمواقف التي نشأنا عليها في حزب الاستقلال"، مضيفا "فتقييم المرحلة يعود إلى مناضلات الحزب في المؤتمر المقبل، الذي ينبغي أن يكون محطة للإنصات إلى كل الأصوات دون إقصاء أو مصادرة للحق في التقييم", وجاء في نص المقال في مقال البركة الذي سبق أن شغل مناصب وزارة في عهد صهره الفاسي، كان آخرها منصب وزير المالية في حكومة عبد الإله بنكيران الأولى: "اليوم وأكثر من أي وقت مضى، المغرب في حاجة إلى حزب الاستقلال، قوي ومتماسك، حزب يساهم في تعزيز الجبهة الداخلية والتعبئة الوطنية وفي تكريس المكتسبات الديمقراطية والعمل إلى جانب القوى السياسية الحية على تحقيق المواطنة الكريمة" مضيفا ": حان الوقت لكي يستعيد حزب الاستقلال قوته وتلاحمه، حان الوقت لتغليب المصلحة الوطنية على الحسابات الضيقة، حان الوقت لنقد ذاتي شجاع وموضوعي وإصلاح الأخطاء". وأوضح بركة، الذي يشغل حاليا رئيسا ل "المجلس الإجتماعي والبيئي"، وهو مؤسسة دستورية الملك هو من يعين رئسيها، أن "الاستهداف الذي تتعرض له صورة حزب الاستقلال في المشهد السياسي، أعتقد جازما أن منطق التصعيد المطلق الذي قد يؤدي إلى المس بالثوابت الوطنية، لا يمكن أن يكون جوابا سياسيا مقنعا أو مقبول، هو فقط هروب إلى الأمام هروب نحو المجهول، ونحو الأفق مسدود". في سياقي حديثه عن المؤتمر المقبل، قال البركة، الذي يعتبر من المقربين من جهات نافذة في السلطة، إن "الحزب أمام سيناريوهين لا ثالث لهما: إما مراجعة أنفسنا لنكون في مستوى التحديات التي تنظر البلاد، وإما الاستمرار في صراعات عقيمة وفي تصعيد مجهول العواقب، حان الوقت لأن الوضع لا يحتمل مزيدا من التردد والانتظارية"، مؤكدا على أن "الحل لن يكون حتما إلا جماعيا وفي ظل البيت الاستقلالي". ودعا بركة، الذي انقطعت صلته بالحزب منذ ذهاب صهره من رآسته، إلى "جعل المؤتمر المقبل لحظة مصالحة بامتياز وتوطيد الثقة، ولحظة التئام وجدة الصف، ومحطة لإرساء تعاقد جديد لاسترجاع تلاحم وقوة وإشعاع حزب الاستقلال". وأورد البركة، الذي يٌنظر إليه كمرشح السلطة المحتمل لخلافة شباط على رأس في حزب "الإستقلال"، في نفس المقال، أنه تدرج في عدد من المهام والمسؤوليات الحزبية منذ أكثر من 35 سنة، موضحا "منذ موقفي الذي عبرت عنه في أعقاب المؤتمر السادس عشر لحزب الاستقلال سنة 2012 ظللت وفيا للحزب، متشبثا بمبادئه وقيمه المثلى ومتمسكا بوحدته ومحترما لقرارات المجلس الوطني".