قال الأكاديمي محمد كنبيب ، المتخصص في التاريخ المعاصر والعلاقات الدولية والأفليات الاثنية الثقافية بجامعة محمد محمد الخامس بالرباط ، أمس الأربعاء بالدار البيضاء، إن العنصر اليهودي "يشكل جزءا من فسيفساء اثنية ثقافية متنوعة بالمغرب". وأوضح كنبيب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء خلال لقاء نظم لتقديم كتابه " اليهود والمسلمون بالمغرب : من الجذور الى الحاضر" على هامش النسخة ال23 للمعرض الدولي للنشر والكتاب (9-19 فبراير الجاري)، أن المكون اليهودي يجسد التنوع والتعددية التي ميزت مكونات الشعب المغربي. وأبرز المؤرخ المغريي أن هذا التنوع مرتبط بالتاريخ وحركة الهجرة التي ميزت المملكة، نظرا لموقعها الاستراتيجي كملتقى طرق بين القارتين الافريقية والاوروبية، مضيفا أن "هذا التنوع الاثني الثقافي لايزال مستمرا الى اليوم". وأشار كنبيب إلى أن هذا المؤلف، الذي يعتمد على معطيات تاريخية وعلى أرشيف مغربي وأجنبي، يسلط الضوء على حضور الطائفة اليهودية بالمغرب لأكثر من ألفي سنة، مضيفا أنه قبل منتصف القرن ال20 كان حضور الطائفة اليهودية بالمغرب يفوق 250 ألفا نسمة في تعابش وسلام مع عشرة ملايين من المسلمين، بينما لم يعد يتعدى عددهم اليوم ال0003 شخص، مشيرا إلى مساهمتهم الغنية في صنع التاريخ المغربي، وثقافته وتراثه واقتصاده وديبلوماسيته، اعتمادا على دراسة تنوع أسس علاقاتهم مع الشعوب الأخرى. من جهة أخرى، أشار السيد كنبيب الى أن الجزء الأول من كتابه يقارب دراسة لمكونات التعايش والعلاقات القائمة بين الطائفة اليهودية من جهة ومواطنيهم المسلمين من جهة أخرى، فيما يتطرق في الجزء الثاني من الكتاب للتغيرات والتحولات التي أثرت في هذه العلاقات وحالت دون تطورها بالشكل التي كانت عليه من قبل". والى جانب تحليل الكتاب للتحولات المفتعلة من طرف الحضور الاوروبي والحماية بالمغرب والحرب العالمية الثانية والصراع في الشرق الأوسط، فإنه يتطرق أيضا الى المغاربة اليهود في الوقت الحاضر وكذا الى العلاقات القوية التي تربطهم بهذا البلد، بالرغم من انتقالهم إلى الإقامة بمناطق أخرى في العالم، من ضمنها فرنسا وكندا وغيرها. وذكر كنبيب بأن دستور 2011 شكل حالة فريدة في العالم العربي الاسلامي، عندما اعترف بالرافد العبري داخل الثقافة المغربية، مؤكدا بذلك على تنوع الثقافة المغربية.