أكد مشاركون في ندوة نظمت أمس الثلاثاء بالدار البيضاء تحت عنوان "صناعة الارهاب وآليات المواجهة الفكرية" على ضرورة تحصين الشباب لمواجهة الأفكار المتطرفة، التي تدعو لها الجماعات الإرهابية وابتكار خطاب بديل قائم على الحجة والبرهنة وتحصيل المدركات اعتمادا على البرامج التربوية والمناهج التعليمية. وأبرز المشاركون، في هذه الندوة التي نظمت على هامش المعرض الثالث والعشرين للنشر والكتاب، أن ملء الفراغ بخطاب بديل تربوي ومنهجي مع الشباب وتحضير مضمون علمي داخل المؤسسات الجامعية ودور الشباب ومختلف المؤسسات التي تحتضن الشباب، كفيل بجعل هذه الفئة تنأى عن كل ما من شأنه أن يساهم في التأثير السلبي على تكوين هذه الفئة وزراعة أفكار متطرفة داخلها. وفي هذا الصدد، قال رئيس مركز القيم بالرابطة المحمدية للعلماء محمد بلكبير إن الجماعات الإرهابية المتطرفة تستعمل خطابا مدغدغا للمشاعر، وتبنى أفكارها ومبادئها على تفسير مغلوط يعتمد تبربرات واهية تعمل من خلالها على تغيير الخرائط الذهنية ومكونات الجهاز العقلي بمكوناته الذكائية لدى الفئات التي تستهدفها كسياسة الانغماس. ودعا بلكبير إلى زعزعة الخطاب الإرهابي ذاته لتبيان المزالق التي يحتويها ، وإعادة قراءة المفاهيم الني تبني عليها الجماعات الإرهابية خطاباتها بتبني خطاب مخالف أو بديل يكون غنيا وبسيطا، معتبرا أن مواجهة هذه الآفة مسؤولية جماعية تستلزم مقاربة اقتصادية واجتماعية وسياسية. وأشار رئيس مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء محمد المنتار ، من جانبه، إلى أن التأويل الفاسد للنصوص الدينية من طرف الجماعات الارهابية يستلزم تجميع القوة الفكرية والطاقات من أجل ضخ مضامين جديدة واعتماد خطاب مؤسس على قواعد تكاملية خصوصا على مستوى الشبكة العنكبوتية لإرساء ثقافة دينية معتدلة وسمحة. ودعا الى اعتماد خطاب يصل الى وجدان الفئات الشابة، كما أبرز دور الاعلام في هذا الصدد، وحث على الاشتغال بشكل موحد لملء هذا الفراغ نظريا بمواكبة واعية، مبرزا أن المملكة المغربية كانت سباقة في تعاملها مع ظاهرة الارهاب من خلال وضع مقاربة أمنية واقتصادية تنموية، وأصبحت تمثل نموذجا يحتذى به في مواجهة هذه الظاهرة. وقد لقيت الندوة، التي سيرها الأستاذ عبد الحق التيجاني، تفاعلا لافتا من الحاضرين من زوار وفاعلين من المجتمع المدني، سواء من حيث موضوعها أو من حيث طريقة معالجتها لأحد مظاهر التحولات السلبية الكبرى، التي باتت تجسد لفكر تدميري ودموي، عابر للقارات.