"لقد عدت أخيرا إلى بيتي. وكم أنا سعيد بلقائكم من جديد. لقد اشتقت إليكم جميعا" لست أدري هل سيفهم حكام الجزائر ما فهمتُه أنا العبد الضعيف من قول ملك المغرب " لقد اشتقت إليكم جميعا " … أنا العبد الضعيف فهمتُ منه أنه اشتاق للجميع بدون استثناء ، نعم ، بدون استثناء حتى الذين يتآمرون على المغرب ووحدته الترابية … إنها تربية النبلاء !!! ولو قال ذلك قبل التصويت الكاسح بعودته لبيته الإفريقي لقالوا إن ملك المغرب " يرشي " الأفارقة بالكلام الفارغ حتى يصوتوا على عودته للاتحاد الإفريقي ، لكنه قال ذلك في خطابه بعد دخوله قصر المؤتمرات في أديس أبابا يوم 31 يناير 2017 دخول الفاتحين وعودته المظفرة التي أظهرت مدى قزمية النظام الجزائري في إفريقيا مع أصحابه العشرة … ألم نقل في مقال سابق : " ماتت نَقَابَةٌ "الاتحاد الإفريقي " فهل سيتم إقبار البوليساريو معها ؟ أولا : تحذير لابد منه : هذا موضوع ممنوع قراءته على الشياتة الذين انتفعوا بخيرات بقية الشعب الجزائري منذ انقلاب بومدين على الشرعية الثورية بما يسمى البيان رقم واحد الذي أصدره بومدين بتاريخ 15 جويلية 1961 قائد الجناح العسكري في الثورة الجزائرية الذي انقلب به على الحكومة المؤقتة برئاسة يوسف بن خدة ، ممنوع قراءته على الذين يتحدثون عن المؤسسات بعد هذا التاريخ المشؤوم ، فليس في الجزائر مؤسسات ولا يعرف أي أحد منا من يحكم الجزائر ، إنهم يستحمرون الشعب الجزائري ويستبغلونه ، إن الجناح العسكري في الثورة ( وعددهم كثير يتوالدون ويتداولون السلطة فيما بينهم بالتناوب ويمسكون بها بيد من حديد ، كما كانوا منذ البيان رقم واحد عام 1961 ولايزالون ، فليس هناك لا انتخابات ولا نزاهة ولا هم يحزنون ) …لا يقرأ هذاالموضوع من وافق على مخطط لتصفية كل من فيه رائحة الميول لبناء دولة جزائرية مدنية تعددية ديمقراطية بعد الاستقلال ، في الجزائر مؤسسة واحدة هي مؤسسة العسكر الذين جعلوا من الجزائر دولة شمولية….هذا موضوع سيصيب هؤلاء بالسكتة القلبية … ومن الغريب جدا أن علماء السياسة قد استنتجوا – منذ زمن بعيد – أن الجزائر قبيل استقلالها كانت مؤهلة لنظام ديمقراطي تعددي أفضل من المغرب لأن الاستعمار الفرنسي كان يسمح للجزائريين في فرنسا بالانضمام للنقابات والأحزاب السياسية الفرنسية بمعنى أن الجزائريين كانت لديهم نخبة سياسية مؤهلة لتسيير الجزائر تسييرا ديموقراطيا تعدديا عصريا بعكس المغاربة ، لكن الجنرال دوغول لم يفرض أثناء المفاوضات تنظيم انتخابات تعددية ليسلم أمر الجزائر إلى " النخبة السياسية الجزائرية " الواعية بل أبى إلا أن يقدم الشعب الجزائري هدية للعسكر الجزائري ليفعل به ما يشاء خاصة بعد صدور البيان رقم واحد الذي أصدره بومدين بتاريخ 15 جويلية 1961 قائد الجناح العسكري في الثورة الجزائرية الذي انقلب به على الحكومة المؤقتة برئاسة يوسف بن خدة ، وبذلك اطمأن الجنرال دوغول في قبره بأن مصير الشعب الجزائري قد أصبح تحت حداء العسكر الجزائري إلى يوم القيامة . لا شك أن موقعنا الموقر " الجزائر تايمز " كان ناجحا وصائبا بتبنيه لخط تحريري يدافع دائما عما يجمع الشعبين الجزائري والمغربي وينشر ما يعري عيوب حكام الجزائر الذين يقفون وراء سد كل منافذ التقارب بين الشعبين ، وحتى حينما يقسوا أحيانا – هذا الموقع الموقر – في بعض ما ينشره عن الشعب الجزائري فذلك من شدة حبه للشعب الجزائري وعشقه له دوام البحث عن السبل الكفيلة بإخراجه من بين براثين العسكر الحاكم ، وهو ما يدخل في إطار استفزاز الشعب لعله يثور ضد حكم الطغاة ، فكم سمعنا وشاهدنا جزائريين شرفاء نبلاء ينعتون الشعب الجزائري بأوصاف لا تليق بالشعب الجزائري لكن الهدف منها هو الاستفزاز الإيجابي للثورة على الذين أنفقوا أموال الشعب الطائلة من أجل تفقير الشعب الجزائري والتفرقة والتشتيت ونشر الكراهية بين الشعبين الجزائري والمغربي وكان الشعب الجزائري أولى بهذه الأموال التي ضاعت بين السرقة ورشوة الشياتة في الداخل والمرتشين من الأيادي الخارجية التي تطبل لتخاريف حكام الجزائر… إن كنت من الشياتين فلاتقرأ هذا الموضوع فستصاب بالسكتة القلبية … ثانيا : البشير طرطاق يحصد المذلة والهوان بسبب التذاكي وتبخيس أعمال الآخرين : إذا لم يسلم القرآن الكريم نفسه من تبخيس الكفار لمعانيه الربانية السامية ، وإذا لم تسلم كل النظريات العلمية التي غيرت مسار تاريخ حياة البشرية من تبخيس الجهلاء لحقائقها حتى فرضت نفسها رغم أنف أنف الجهلاء ، فإنه من الطبيعي أن تعيش الجزائر 54 سنة – بفضل تبخيس كل أعمال العقلاء ومنهم المغرب – من الطبيعي أن تعيش في ظلام الجهل المطبق ، لأن الذي يبخس أعمال الآخرين يصاب بعمى النرجسية التي تفتك بصاحبها وتجعله لا يرى سوى نفسه فيتضخم أناه ( مثل حكام الجزائر ) في حين أن العالم من حولهم يتقدم بتواضع وثبات كما فعل المغرب الذي صم آذانه عن شعارات التهريج ليبني ذاته بأسلوبه وأفكار أبنائه… ووصل إلى ما وصل إليه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا شاء من شاء وكره من كره .. لقد كُتِبَتْ مقالاتٌ حول مواضيع كانت كلها مواضيع تحلل بالدلائل والحجج أن اختيارات عسكر الجزائر الحاكمين كلها تمضي بالوطن الجزائري نحو الهاوية ، ولسنا في حاجة للتدليل على ذلك الآن لأننا الأمر أصبح من تحصيل الحاصل ، وكان كل شرفاء الجزائر يكررون هذه الدلائل والحجج التي لايراها سوى من ختم الله على قلوبهم . هل أحصيتم أكاذيب لعمامرة والمساهل دون أن ننسى الوجه الجديد بنت لعمامرة ، وكل أجهزة البروباغاندا الجزائرية وهي تخبط في وحل سنوات الستينات المنقرضة ويتشبثون بها ؟ يكذبون ولا يصدقهم أحد ، قوم منفصلون عن العالم نهائيا ، فأين المخابرات الجزائرية ، فقد أصيبت بالعمى ولم تعد ترى حتى الشمس ساطعة في صحراء غرداية فما بالك أن ترى خطوات ظاهرة للعيان يخطوها المغرب بثبات ورصانة نحو أهداف واضحة … يتحرك بعقله وليس بالأهواء وبالخطب التهريجية التي لاتزال تردد تخاريف الستينات التي تعتمد على التبخيس والتعالي والحكرة والتذاكي . لقد كانت استراتيجية المخابرات الجزائرية هي البروباغاندا الدعائية الكاذبة التي تعتمد على تبخيس اختيارات المغرب السياسية والاقتصادية والاجتماعية بعنجهية التذاكي العمياء…كل العالم تغير إلا العقول المتكلسة لحكام الجزائر … ومع ذلك نقول : مسموح لحكام الجزائر أن تتكلس عقولهم وتتجمد لكن من غير المسموح نهائيا للمخابرات الجزائرية أن يصل بها العمى إلى هذه الدرجة حتى تفاجأت في القمة 28 بأديس أبابا ما بين 30 – 31 يناير 2017 أنها وحدها مع 10 دول فقط رغم أنها أنفقت مئات الآلاف من الملايير من دولارات الشعب الجزائري على أن تكون الرائدة لمنع المغرب من العودة للاتحاد الإفريقي ، فكيف خرجت 39 دولة إفريقية عن سكة الجزائر التي صرفت عليها مئات الآلاف من ملايير دولارات من خيرات الشعب الجزائري ؟ لقد كان طرطاق وجهاز طرطاق في حالة تخدير تامة … لعل مخابرات الجزائر لن تستطيع فك هذا اللغز أبدا . لقد كان طرطاق يحسب الأمور بأصابعه العشرة في حين كان العالم يحسب بحواسب تعطي النتائج في أعشار أجزاء من الثانية … إنه عمى تبخيس أعمال العقلاء هو الذي أصاب طرطاق حتى نزلت عليه قنبلة نووية أخرى من أديس أبابا .. ثالثا : لم تعد الجزائر في الاتحاد الإفريقي سوى عضو مشلول لا قيمة له : أكبر دليل على أن الوقت قد حان ليجمع حكام الجزائر حقائبهم من الاتحاد الإفريقي ويشطبون عليه من قائمة الأجهزة المُضَلِّلَة التي كانت بوقا تستغله في نشر الأباطيل والأكاذيب وتدبير المؤامرات الدنيئة ضد كل الدول الإفريقية النظيفة ، أكبر دليل على ذلك هو إسناد نيابة الرئيس لبوتفليقة وهي رسالة بل فضيحة تقول بالصوت العالي " لم تعد الجزائر في الاتحاد الإفريقي سوى عضو كسيح لن يقدر على قضاء حاجياته الضرورية بنفسه فكيف تعول عليه شعوب إفريقيا لحل مشاكلها الذي كان محور الجزائر / جنوب إفريقيا هو السبب في إغراقها فيها …فموقف إفريقيا الجديدة من الجزائر تقوله بالصوت العالي : لم نعد أغبياء لنضع مصير الشعوب الإفريقية بيد عصابة أصبح رئيسها مشلولا …..باي باي نظام الحقرة وشراء الذمم ، لقد انتهى عصر الديماغوجيا والبروباغاندا وتدبير المؤامرات … أصبحت إفريقيا اليوم تريد من يعلمها كيف تصنع قطعا كثيرة من الخبز بيدها ولم تعد الدول الإفريقية في حاجة لجنوب إفريقيا والجزائر أن تعطيها السلاح للاقتتال فيما بينها على قطعة خبز وحيدة تملكها قبيلة إفريقية واحدة منهم فتفني الشعوب الإفريقية نفسها بنفسها من أجل قطعة خبز واحدة في كل إفريقيا … يا نظاما لم يضمن لشعبه شكارة من مسحوق الحليب وحبة بطاطا ، فكيف سينفع شعوبنا الإفريقية ذلك الذي لم يضمن لشعبه ما يعيش به يومه بيومه " ؟ رابعا : مغالطات البوليساريو حول اعتراف المغرب به بعد عودته للاتحاد الإفريقي : (1) كثير من الدول تجالس إسرائيل في الأممالمتحدة وهي لا تعترف بها ، وإذا كان الأمر كذلك فالجزائر تجالس إسرائيل في الأممالمتحدة إذن فهي تعترف بإسرائيل !!! (2) منذ 33 سنة والبوليساريو يتحرك في أروقة منظمة الاتحاد الإفريقي وكثير من الدول الإفريقية معه لم تعره أي اعتبار وكأنه كرسي من الكراسي المتلاشية دخل بالدجل والحيلة وبقي مرميا هناك لا ينتبه إليه إلا من أراد قضاء حاجياته على رؤوس حكام الجزائر فقط لا غير ، وكم من الدول الإفريقية لم تعترف قط طيلة 33 سنة – ولا تزال – بكيان عرفوا كيف مَرَقَ لمنظمة الوحدة الإفريقية وكانوا يتحاشونه كالبعير الأجرب ، بل كانوا على اقتناع تام بأنه كان عنصر تفرقة وتفتيت وتشويش وإثارة القلاقل وتهديد الأمن الإفريقي . (3) سيعيش المغرب في الاتحاد الإفريقي مع هذا الكيان / الوباء مؤقتا حتى تتخلص منه منظمة الاتحاد الإفريقي عاجلا أم آجلا لأن ذلك هو مصيره المحتوم وسيتحاشاه كما كان يفعل معه قادة دول إفريقية كانت مواقفها شجاعة وتعترف بمغربية الصحراء وتقولها في وجه حكام الجزائر مثل السينيغال والكوت دي فوار وغينيا كوناكري والغابون وإفريقيا الوسطى وجزر القمر وغيرها من الدول الصريحة في اعتبار الصحراء مغربية لانقاش فيها ، يقولونها ويرددونها بلا حرج . (4) عاد المغرب إلى الاتحاد الإفريقي بدون شروط وبسرعة وهو ما أذهل البوليساريو الذين صدقوا نجاعة أجهزة البشير طرطاق ومخابراته مع بنت رمطان لعمامرة ، بالإضافة لوقاحة دلاميني زوما التي كانت تكذب عليهم هي وكامل جنوب إفريقيا بأن عودة المغرب للمنظمة سيكون من عاشر المستحيلات ، وبقدرة قادر وبعد عودة المغرب ومن شدة الصدمة نشرت صحف جزائرية وغيرها للبوليساريو أن وزير الشؤون المغاربية والإتحاد الأفريقي و جامعة الدول العربية والمسؤول عن تقرير مصائر الشعوب في العالم الجزائري المدعو عبد القادر مساهل قد صرح " بأن انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي يعد انتصارا كبيرا للقضية الصحراوية " …. كما أن جزءا من البوليساريو اعتبر أن المغرب عاد ليناور من داخل الاتحاد الإفريقي ، واعتبر جزء آخر من البوليساريو وعلى رأسهم وزير خارجيتهم المدعو محمد سالم ولد السالك الذي اعتبر عودة المغرب انتصارا للدبلوماسية الصحراوية… ( بالله عليكم هل رأيتم حمقا وجنونا واختلالا في التوازن العقلي والعاطفي مثل هذا الحمق والجنون وفلتان زمام العقل والمنطق والحدس ، لقد استخدموا كل الأسلحة القانونية والمنطقية والأسلحة غير القانونية والدنيئة والماكرة منذ عدة شهور من أجل منع عودة المغرب ، ولما نزلت عليهم صاعقة عودة المغرب عودة الفاتح المظفر اعتبر البوليساريو ذلك انتصارا لديبلوماسيتهم.) أي حمق هذا ومع من كان يعيش الأفارقة داخل هذه المنظمة الموبوءة. (5) لقد كانت جماعة دلاميني زوما تفرض شروطا على المغرب منها وضع خريطته في المنظمة ناقصة من الصحراء المغربية ، وتوقيع إقرار رسمي يتبرأ فيه من مغربية الصحراء أو على الأقل أن يعلن عن تنظيم استفتاء عاجل في الصحراء ، وأن يعتبر نفسه محتلا للصحراء الغربية وووو أي كل ما يقزم هالة المملكة المغربية التي بناها بكده وجده وبها اقتحم وكر الاتحاد الإفريقي رغم أنف أنوف جماعة دلاميني زوما المقبورة . (6) لم يفرض المغرب أيضا أي شروط على المنظمة تجاه وجود ذلك الكيان الوهمي لأن المغرب يعلم جيدا أن الكلام الرصين وذي المصداقية والناجز والناجع هو ما سيتفوه به المغاربة داخل هذا المحفل الإفريقي بعد أن يستقر في هياكله ، أما الأصوات التي ملَّ سماعها الأفارقة من جوقة الجزائروجنوب إفريقيا فلم تعد تهز شعرة من ممثلي الدول الإفريقية الحاضرة في المظمة إلا إذا أرادوا قضاء حاجياتهم على رؤوس حكام الجزائر فإن طالب الحاجة سيستفرد بأحد مكونات جوقة الجزائر ليطلب قضاء حاجته على رؤوس حكام الجزائر وهو يضحك عليهم في سره … (7) يدعي بعض المتفائلين من البوليساريو أن على المغرب أن يحترم مواثيق الاتحاد الإفريقي بما فيها احترام الحدود التي وقع عليها ، السؤال الذي يتبادر للذهن مباشرة هو: " كل الدول العضو في الاتحاد الإفريقي وقعت على هذه المواثيق بما فيها احترام الحدود ، لكن أي حدود ؟ فبالأمس أي قبل إنشاء الاتحاد الإفريقي عام 2002 كانت للسودان حدود مع أوغندا وكينيا والكونغو الديمقراطية ووقعت على تلك الاتفاقية وحدودها اليوم تغيرت وأصبح جنوب السودان هو حدودها الجنوبية فلماذا لم تمانع السودان في فصل جنوبها عام 2011 بحجة التوقيع على احترام الحدود حسب اتفاقية الاتحاد الإفريقي الموقعة عام 2002 ؟ إن الأغلبية الساحقة من الدول الإفريقية داخل الاتحاد الإفريقي قد وقع على هذه الاتفاقية ولها نزاعات لا تعد ولاتحصى مع جيرانها ، لايقول مثل هذا الكلام إلا الجهلة بحقيقة ما فعل المستعمر ينا قبل أن يخرج ، لقد ترك في كل دول إفريقيا – بدون استثناء – ألغاما حدودية يعلم الله متى تنفجر. خامسا : لماذا خرج المغرب من منظمة الوحدة الإفريقية وناضل من أجل العودة للاتحاد الإفريقي ؟ يمكن الرد على الذين يعتقدون أنهم عباقرة وهم يرددون : " لماذا يطالب المغرب اليوم بالانضمام إلى الاتحاد الإفريقي وقد خرج من منظمة الوحدة الإفريقية طوعيا ؟ يمكن الرد على هؤلاء بأن منظمة الوحدة الإفريقية حينما ارتكبت خطيئة إقحام كيان وهمي اسمه البوليساريو عام 1984 كانت عبارة عن مزبلة اجتمعت فيها مجموعة من الضباع يتربص بعضها ببعض ، وقد بدا للمرحوم الحسن الثاني أنها منظمة لا جذور لها في الشعوب الإفريقية بل هي مجرد تجمع لبعض الرؤساء الأفارقة الفاشستيين يتلاعبون بمصائر الشعوب الإفريقية ويتاجرون بمصالحها ، فكان ما كان من تلاعب مفضوح عندما تم إقحام جماعة البوليساريو التي لا تملك أرضا لها سيادة عليها وغير معترف بها من طرف الأممالمتحدة … أما اليوم فيمكن طرح السؤال : هل شعوب إفريقيا 1984 هي شعوبها في 2017 ، باستثناء الجزائر وبعض الدول الفاشستية الأخرى وهي قليلة جدا يمكننا أن نقول بأن شعوب إفريقيا قد استوعبت منافع النهج الديمقراطي لتطوير معيشتها والاعتماد على الذات لتحسين نسبة النمو الاجتماعي لديها ، بالإضافة لانتشار وسائل الاتصال الاجتماعي الحديثة التي أصبح العالم معها قرية صغيرة ، ونشر الإحساس بالحرية ومطالب الديمقراطية ، كلها جعلت الاتحاد الاتحاد الإفريقي اليوم ليس هو مزبلة منظمة الوحدة الإفريقية بالأمس ، والدليل على ذلك هو أن المغرب منذ أن خطط لتحقيق هدف العودة للاتحاد الإفريقي وضع نصب عينيه استهداف التقارب مع الدول التي بدأت شعوبها تستشعر نمط العيش في الديمقراطية وبالديمقراطية ، لذلك ظهر وكأن هناك تنسيق بين المغرب والرئيس الجديد للاتحاد الإفريقي السيد ألفا كوندي رئيس غينيا كوناكري ورئيس القمة الثامنة والعشرين للاتحاد الإفريقي 2017 ، قلتُ وكأنه ظهر تنسيق بين المغرب وألفا كوندي حينما أدرك هذا الأخير أن دلاميني زوما وجماعة العشرة المحيطة بالجزائر يتمادون في مناوراتهم لمنع عودة المغرب للاتحاد الإفريقي ، فضربهم ألفا كوندي بسياط الديمقراطية حينما قال للرافضين : " بين يدي 39 رد من طرف 39 دولة إفريقية توافق كتابة على عودة المغرب إلى الاتحاد فهل تريدون الديمقراطية أم شيئا آخر ؟ " … ألقمهم ألفا كوندي حجرا وتجنبوا التصويت الذي سيفضحهم ، وتجاوزوا مرحلة التصويت ، لأن حقيقة ما جرى هو أن 39 دولة أجابت كتابة بالموافقة على عودة المغرب وأجابت 10 دول كتابة بعدم الموافقة ولم تتوصل مفوضية الاتحاد الإفريقي بجواب 04 دول إفريقية ، لذلك هدد ألفا كوندي بالرجوع إلى التصويت ، وقد قيل فيما بعد أن حتى أولئك العشرة الذين أجابوا كتابة بعدم قبول عودة المغرب قد غير بعضهم رأيه أثناء المناقشة داخل القاعة واقتنعوا بأنهم سيصبحون من الأقلية ( قيل منهم دولة مصر التي غيرت رأيها داخل القاعة ) ولو التجأوا للتصويت كان عدد الذين سيصوتون لصالح المغرب سيرتفع إلى أكثر من 40 دولة ، لذلك سكتت زوما وجماعة الجزائر وتجاوزوا عملية التصويت … كل هذا ومع ذلك تجنب ملك المغرب في خطابه النبيل إحراج الدول التي كانت ترفض عودة الروح النبيلة لمنظمة يجب أن تدافع عن القيم النبيلة . عود على بدء : خطاب ملك المغرب يوم الثلاثاء 31 يناير 2017 في القمة 28 للاتحاد الإفريقي خطاب تاريخي لا يمكن التعليق عليه بتسرع حتى لا يكون تعليقنا فجا ، خطاب عميق على بساطته مفعم بالود والأخوة ، وينضح بسلوك يجمع نبل الشرفاء إلى تربية الأمراء … خطاب تشعر أنه يضم بين سطوره سؤدد العرب وعزة النفس الأمازيغية وكرمهما مع التماهي في الهوية الإفريقية ، ليس فيه عتاب موجه لأي أحد ، لأنه خطاب موجه للمستقبل ، فملك المغرب واضح وقد حسم مع الماضي ، خطاب فيه من الأسف على ضياع الفرص بقدر ما يحمل من الآمال والثقة في المستقبل …فهل يرقى حكام الجزائر إلى مستوى هذا الخطاب برمته حرفا حرفا ؟ فمن يتذكر منكم صور ملك المغرب وهو يسأل باهتمام صادق عن معاني حركات الرقصات الشعبية الإفريقية التي يستقبلها به رؤساء الدول الإفريقية .. لايعتني بتلك الجزئيات إلا الإفريقي الذي يحب إفريقيا والأفارقة حقا ، إنه عصر جديد يحتاج لروح سامية ترقى بالبشر إلى ما فوق النزوات التي نرى تطاير شراراتها من عيون حكام الجزائر .. إذا سألناهم كيف ضيعتم مئات الآلاف من ملايير الدولارات من خيراتنا على قضية خاسرة أخرجوا دباباتهم من الثكنات وحصدوا أرواحنا ببرودة دم .. لم أجد كخاتمة أجود مما افتتح به ملك المغرب خطابه حينما قال بنبرة صادقة :
لقد عدت أخيرا إلى بيتي. وكم أنا سعيد بلقائكم من جديد. لقد اشتقت إليكم جميعا je rentre enfin chez Moi, et vous retrouve avec Bonheur. Vous M'avez tous manqué