قام الملك محمد السادس، أمس الجمعة، بزيارة المعبد اليهودي "التدغي" وضريح "سيدي علال القرواني"، الموقعان اللذان يتميزان بهويتهما المعمارية، التراثية والتاريخية القوية، واللذان خضعا في إطار نفس الشطر من برنامج تأهيل المدينة القديمة، لأشغال الترميم التي كلفت استثمارات بقيمة 3,1 مليون درهم.
وترميم ضريح "سيدي علال القرواني" يندرج في إطار العناية التي ما فتئ أمير المؤمنين يوليها للشأن الديني بصفة عامة، وأماكن العبادة على وجه الخصوص، حيث هم هذا المشروع إعادة تأهيل الضريح، وقاعة الصلاة، ومختلف المرافق. أما مشروع تأهيل المعبد اليهودي "التدغي"، فيعكس الاهتمام الخاص الذي يوليه أمير المؤمنين الملك محمد السادس، للموروث الثقافي والروحي للطائفة اليهودية المغربية، وعزم جلالته الموصول على صيانة غنى وتنوع المكونات الروحية للمملكة المغربية وموروثها الأصيل. وقد هم هذا المشروع الذي يشكل خير تجسيد لعزم الملك على جعل هذه الأماكن الخاصة بالعبادة فضاءات للحوار الثقافي وتجديد القيم المؤسسة للحضارة المغربية، ترميم بناية المعبد وفق النمط الأصلي، وإنجاز تجهيزات جمالية، وبناء متحف "الملاح" المجاور للمعبد، والذي تعرض فيه لوحات تجسد تاريخ الديانة اليهودية بالمغرب. وأكد الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب سيرج بيرديغو أن المعبد اليهودي "التدغي"، الذي زاره الملك محمد السادس، بعد تأهيله، ومتحف "الملاح" المجاور للمعبد بالمدينة القديمة للدار البيضاء، سيتيحان نشر إشعاع الثقافة والتراث المغربيين اليهودي والإسلامي. وأوضح بيرديغو، في تصريح للصحافة بالمناسبة، أن المعبد، الذي جاء تأهيله في إطار الشطر الثاني من برنامج تأهيل المدينة القديمة للدار البيضاء، والمتحف الذي تعرض فيه لوحات تجسد تاريخ اليهودية بالمغرب، من شأنهما الحفاظ على الهوية المغربية الأصيلة. وفي هذا السياق، أشار بيرديغو إلى أن تأهيل بناية المعبد وبناء المتحف يدلان على عزم ملكي راسخ على جعل هذين الموقعين فضاءين للحوار الثقافي والتعايش. من جهتها، أشارت زهور رحيحيل، محافظة متحف اليهودية المغربية، إلى أن متحف "الملاح" يتوخى رصد مسار ثقافة وحياة اليهود بالملاح في الدارالبيضاء من خلال عرض مجموعة من المعروضات والصور. وفي هذا الصدد، أشاد الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب برغبة الملك الموصولة في حماية وتشجيع تنوع وغنى مختلف المكونات الروحية للمملكة.