قادها شغف الفلاحة إلى الحصول على جائزة «تميز» للمرأة المغربية استطاعت نوال بن الفضيل أن تخلد اسمها في سجل المغربيات المتميزات في مجال التمكين الاقتصادي للنساء، بعد فوزها بجائزة «تميز» للمرأة المغربية في دورتها الثانية لعام 2016، بفضل مشروعها الخاص ب«استنبات الشعير لاستعماله كبديل في أعلاف الماشية». وهو المشروع الذي لم يكن سوى نقطة الانطلاق في مشوار الزوجة الطموحة التي استطاعت أن تحول نصف هكتار بضواحي مديونة إلى ضيعة تحتضن أحدث التقنيات في مجال الفلاحة البيولوجية. ولدت نوال بمدينة الرباط، وترعرعت بالدارالبيضاء، حيث درست حتى السنة الأولى باكالوريا، لكنها سرعان ما اختارت أن ترسم لنفسها مسارا مختلفا عن بنات جيلها، حيث قررت الهجرة من المدينة إلى البادية، لتبني عش الزوجية مع شريك حياتها الذي يتقاسم معها شغف الفلاحة. حلم يتحول إلى حقيقة «من صغري وأنا كنبغي أي حاجة عندها علاقة بالأرض والحيوانات»، تقول نوال، متحدثة عن حلم امتلاك ضيعة فلاحية الذي يراودها منذ الطفولة، وتحول إلى حقيقة بفضل دعم زوجها عدنان، وتقنية استنبات الشعير، التي تعلمتها على يد والد الزوج الراحل، الذي كان يلجأ إلى هاته التقنية لإطعام الخرفان. تعتمد هاته التقنية التي نالت عنها جائزة «تميز» للمرأة المغربية في دورتها الثانية، على نقع حبوب الشعير داخل غرف مغلقة، تحت درجة حرارة تتراوح ما بين 25 و27 درجة، حيث يوضع في رفوف دون تربة، ويتم سقيه بنظام الرش، الذي يسمح بالري العمودي للرفوف، مما يقلص حجم المياه المستعملة. «150 غراما من الشعير، ينتج كيلوغراما واحدا من الشعير المستنبت»، تقول نوال، موضحة أن 5 كيلوغرامات يوميا من الشعير، تضمن الحصول بعد أسبوع، على كمية تتراوح ما بين 60 و80 كيلوغراما من الشعير المستنبت. تأمل نوال أن يتم تسويق تجربتها في «استنبات الشعير»، ليستفيد منها كل الفلاحين والكسابة الصغار، في ظل التغيرات المناخية، وغلاء علف الماشية، لكونه لا يساهم فقط في المحافظة على البيئة، بل من شأنه أن يساهم أيضا في الحد من الهجرة إلى المدينة التي تنتج عن الجفاف وغلاء العلف. في «جنان أمير» كان مشروع استنبات الشعير الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل، فبعد أن تسلمت نوال شيك «جائزة تميز»، الذي تبلغ قيمته المالية 70 ألف درهم، ومبلغا ماليا قيمته 50 ألف درهم، من مؤسسة أخرى، تمكنت من تحسين ظروف الاشتغال بضيعتها التي اختارت لها اسم «جنان أمير» على اسم ابنها الأصغر. الضيعة التي تقع على مساحة نصف هكتار فقط، تتوفر على مساحة صغيرة، لتنبيت الشعير، لاعتمادها على تقنية الرفوف، لكن محصولها كان كافيا لإطعام أبقار وعجول نوال الثمانية، ما انعكس إيجابا على جودة الحليب والمنتوجات البيولوجية التي كانت تعدها بمشتقاته من أجل بيعها، لكن «سيدة الضيعة» قررت بيع الأبقار، من أجل استبدالها بقطيع من الماعز من أجل بيعها وتسويق المنتوجات المشتقة من حليبها مستقبلا. «الفياق بكري بالذهب مشري»، مقولة تؤمن بها نوال وتحرص على تطبيقها من خلال مداومتها على الاستيقاظ فجرا، من أجل التوجه رفقة زوجها إلى ضيعتها التي لا تبعد كثيرا عن مقر سكنهما، حيث يشتغلان جنبا إلى جنب، في زراعة أنواع كثيرة من الخضروات الورقية، إلى جانب «البروكولي»، وتنبيت الصوجا، والحلبة، والفول، والحمص… «لا مبرر للتقاعس.. وسأنقل تجربتي إلى نساء القرى المجاورة»، تقول نوال، التي تحرص بشكل أسبوعي على استقبال نحو 15 امرأة من نساء ضواحي مديونة، من أجل تعليمهن أبجديات الفلاحة البيولوجية، مؤكدة أن أساليب هاته الفلاحة التي تختلف كليا عن الأساليب التقليدية، قد تقدم الحل الناجع للنساء في وضعية صعبة مثل الأرامل، أو اللواتي يمتكلن مساحات صغيرة من الأراضي، لكونها لا تتطلب إمكانيات مادية أو قوة جسدية، وبالتالي من شأنها أن تحسن وضعية النساء القرويات.