قال سفير جلالة الملك بكانبيرا، كريم مدرك، الخميس بكانبيرا، إن الإعلان عن فتح سفارة لأستراليا بالرباط من شأنه إعطاء زخم جديد للعلاقات بين البلدين. وأبرز مدرك، خلال المباحثات التي أعقبت حفل تقديم أوراق الاعتماد لحاكم عام كومنولث أستراليا، بيتر كوسكروف، الذي أقيم بمقر إقامة الحاكم العام بكانبيرا، جودة العلاقات القائمة بين المغرب وأستراليا والتي يطبعها تطابق المواقف حيال العديد من القضايا الدولية. وأكد الدبلوماسي المغربي على أهمية إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الثنائية، وذكر بأن الإعلان عن افتتاح سفارة لأستراليا بالرباط من شأنه المساهمة في تحقيق هذه الغاية. وانتهز السفير هذه المناسبة لإطلاع الحاكم العام على التقدم المحرز في الإصلاحات السياسية والاجتماعية التي باشرها المغرب تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وإبراز خصوصية وتناسق النموذج المجتمعي للمملكة، بفصل حكمة جلالة الملك ودوره المركزي كأمير للمؤمنين ومدافع عن قيم الإسلام السمح والمعتدل. وعلى المستوى الاقتصادي، بسط مدرك مرتكزات الخيارات الاستراتيجية للمملكة والأوراش الرئيسية المهيكلة التي مكنت المغرب من تحقيق نمو منتظم خلال السنوات الماضية، قبل أن يستعرض مع كوسكروف اتفاقيات التبادل الحر التي أبرمها المغرب مع العديد من الدول والتجمعات الإقليمية وكذا سياسة المشاريع الكبرى. وأبرز السفير المغربي في هذا السياق الموقع الجيو ستراتيجي الهام للمملكة كحلقة وصل بين افريقيا والعالم العربي وأوروبا، ومركزية دورها بحوض المتوسط، مذكرا بالعلاقات المتميزة التي تجمع المغرب مع دول مجلس التعاون الخليجي والمكانة التي يحتلها لدى هذا التجمع. كما شدد على الاهتمام والالتزام الشخصيين لجلالة الملك لفائدة تنمية مستدامة وتعاون جنوب-جنوب تضامني وفعال كما تبرز ذلك الزيارات الملكية المنتظمة لافريقيا والمشاريع الكبرى المنجزة خلال هذه الزيارات. وبشأن القضايا الشاملة والتحديات الدولية، برز تطابق مميز على مستوى مواقف المغرب وأستراليا حول العديد من القضايا كمكافحة التغيرات المناخية. وشكلت هذه المباحثات أيضا مناسبة لتقديم المحاور الكبرى للسياسة المغربية لحماية البيئة وتطوير الطاقات المتجددة، للتقليص من انبعاثات الغازات الدفيئة والنتائج الرئيسية لكوب 22 و على الخصوص الأهمية التي تم إيلاؤها لمشاركة الدول الجزرية في هذا المؤتمر. فضلا عن ذلك، قدم سفير المملكة الخطوط العريضة لسياسة مكافحة الإرهاب التي تزاوج بين الجهود الأمنية المثمرة ومقاربة منهجية لمكافحة التطرف مشيرا الى أن النموذج الذي فعله المغرب يثير اهتماما متزايدا ويشكل مصدر إلهام بالنسبة للعديد من الدول بافريقيا وأوروبا وغيرها من المناطق. من جهته، عبر كوكستوف عن تشكراته الحارة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، معربا عن أمله في تعزيز الروابط بين الشعبين المغربي والاسترالي بشكل أكبر. كما أشاد بالعلاقات الجيدة التي تجمع بين المغرب وأستراليا، مبديا تطلعه الى تعزيز التعاون والشراكة بين البلدين، على الخصوص بفضل افتتاح سفارة أسترالية بالرباط. وهنأ الحاكم العام المملكة بشأن تنظيم مؤتمر كوب 22، باعتباره محطة هامة في تفعيل اتفاق باريس حول المناخ معربا عن ثقته بشأن مستقبل العلاقات بين البلدين.