كان التدخل الأمني سريعا، حين فاجأ عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أحد المشتبه فيهم، خلال عملية مداهمة أحد مقاهي الشيشا وسط طنجة، التي أسفرت أول أمس، وفق شهود عيان، عن إيقاف شخص معروف بالمدينة بين أصحاب مراكب الصيد البحري. إلقاء القبض على المعني بالأمر، تزامن مع إعلان المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، يوم الأحد المنصرم، عن إحباط إحدى أكبر عمليات تهريب المخدرات القوية بسواحل مدينة الداخلة. المعطيات الأولية للبحث تشير إلى أن مركب الصيد "زهر 2″، الذي ضبطت به شحنة الكوكايين، تعود ملكيته للشخص الموقوف بطنجة، حين كان هذا الأخير يزاول نشاطه بميناء الصيد البحري بطنجة، قبل أن ينقله إلى ميناء الداخلة. وكان يتوفر على مجموعة من مراكب الصيد الساحلي، ما يناهز 6 رخص للصيد الساحلي، إلى جانب امتلاكه مخزنين بجوار رصيف ميناء الصيد بطنجة، حين كان يعمل في مجال تصدير السمك، قبل أن يوقف نشاطه بالمدينة، ويحول وجهته نحو الأقاليم الجنوبية، حيث انقطعت أخباره خلال السنوات الأخيرة، حول ما إذا كان لازال يحتفظ بجميع مراكبه، حسب ما أفاد به بعض المهنيين بالميناء. ويتواصل البحث لكشف ملابسات هذه العملية، التي تعد الأكبر من نوعها بالمنطقة، ويرجح أن تكون الكمية المحجوزة من المخدرات الصلبة، تفوق طن من الكوكايين، بعدما لم يتم الإعلان عن حجم الشحنة التي تم ضبطها، وتم وصفها ب "القياسية"، في الوقت الذي تمكن فيه المهربون من رمي عدة أكياس من المخدرات القوية بعرض البحر خلال مطاردتهم. وكانت فرق من المكتب المركزي للأبحاث القضائية إلى جانب الدرك البحري والبحرية الملكية المكلفة بمراقبة المياه الإقليمية، قد تمكنت من إحباط عملية تهريب المخدرات القوية بناء على معلومات أمنية دقيقة ومعطيات محصل عليها من خلال تتبع نشاط كارتيلات المخدرات، التي تسعى إلى استغلال الموقع الاستراتيجي للمغرب لجعله نقطة عبور لنشاطها الإجرامي، وتم حجز كمية مهمة من الكوكايين كانت قادمة من إحدى دول أمريكا اللاتينية، بعدما جرى شحنها في عرض المياه الإقليمية بسواحل مدينة الداخلة على متن باخرة صيد مسجلة تحت اسم ZHAR2، وتعود ملكيتها لشخص موضوع بحث في قضية مماثلة، كما ورد في بلاغ المكتب المركزي للأبحاث، الذي أعلن أيضا عن إيقاف العقل المدبر لهذه العملية والمالك الأصلي للباخرة، تبين أنهما من ذوي السوابق القضائية في ميدان تهريب المخدرات ويستغلان شركات تجارية تنشط في مجال تصدير الأسماك كغطاء وواجهة لممارسة أنشطتهما الإجرامية. محمد كويمن