دعا رئيس كوب 22، صلاح الدين مزوار، أمس الاثنين بمراكش، إلى إرساء تعاون إفريقي موسع وقوي من أجل المحافظة بطريقة عقلانية ومستدامة على الموارد الطبيعية بالقارة وتعزيز صمودها في مواجهة الكوارث الطبيعية. وقال مزوار في كلمة خلال اجتماع للوزراء الأفارقة خصص للإطلاق الرسمي لمخطط عمل مبادرة "الاستدامة والاستقرار والأمن بإفريقيا"، إن "جسامة التحدي الذي يواجه قارتنا، لاسيما في مجالات الاستقرار والأمن، يفرض علينا كأفارقة الاعتماد على مؤهلاتنا في مجال التعاون، في إطار مقاربة وقائية من أجل تحقيق الاستقرار المستدام".
وأكد مزوار في الكلمة، التي تلاها بالنيابة عنه مندوب كوب 22 عبد العظيم الحافي، على ضرورة اعتماد "مقاربة براغماتية واستباقية ومتعددة الأبعاد" من أجل معالجة الأسباب العميقة لارتفاع بؤر النزاع في إفريقيا، مضيفا أن "عملنا الجماعي من شأنه قيادتنا نحو إدماج أكبر للشباب، لاسيما في الوسط القروي، كفاعلين نشطين في جهود التكيف والتخفيف". وأكد أن "إفريقيا، الغنية بتقاليدها والمتمسكة بقيم التضامن والتشارك، تتوفر على مؤهلات كبيرة في الإبداع وروح المبادرة لصالح البيئة يمكنها أن تتحول إلى مشاريع ملموسة على غرار مبادرة الاستدامة والاستقرار والأمن". وأبرز أن حوالي 40 في المائة من الأفارقة يعيشون في بيئات تفتقد للموارد المائية الكافية وأن التوقعات تشير إلى أن نذرة المياه ستدفع 24 مليون شخص إلى الهجرة في أفق 2030، مضيفا أن من شأن هذه العوامل التسبب في ارتفاع حدة التوترات الاجتماعية والصراعات بإفريقيا، والتحول إلى تربة خصبة لانتشار التطرف والإرهاب. وسجل مزوار أنه فضلا عن ذلك، فإن توقعات منظمة الأممالمتحدة للتغذية والزراعة (فاو) تشير إلى أن الطموح الرامي إلى مضاعفة الإنتاج الفلاحي في أفق 2050 يبقى غير كاف في ظل وجود شخص من بين عشرين ما زال مهددا بسوء التغذية. وأشار إلى أن هذه الهشاشة مرشحة للتفاقم أكثر في إفريقيا التي سيبلغ عدد سكانها ملياري نسمة في 2050 و 4 مليارات نهاية القرن الحالي. وشدد على أنه "إذا كانت الإمكانات الديموغرافية مؤهلا للتنمية في إفريقيا، فإنها قد تكون عاملا للتفقير وعدم الاستقرار في غياب مقاربة شاملة ومندمجة للتنمية". وفي مداخلة له بهذه المناسبة، أبرز وزير البيئة والتنمية المستدامة السينغالي، عبدو اللاي بالد، أهمية هذا الاجتماع والاطلاق الرسمي لهذه المبادرة الهادفة إلى مواجهة التغيرات المناخية من خلال تثمين الموارد البشرية للقارة وخاصة فئة الشباب. وأكد أن نذرة المياه في عدد من البلدان الافريقية، التي تعاني من ظواهر مناخية مختلفة، تتطلب اتخاذ قرارات شجاعة وعاجلة لمعالجة هذه الوضعية، متمنيا النجاح لهذه المبادرة. من جهتها، أكدت الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر، مونيك باربو، أن هذا المخطط يصف التحديات مع تحديد الحلول التي يتعين اتخاذها من أجل مواجهة هذه التحديات، مشيرة إلى أن الهدف من هذه المبادرة هو إنشاء "جيش أخضر" لإعادة التأهيل الاجتماعي في الوسط القروي بافريقيا، وبالتالي، تجنب ظواهر تضر بالتنمية المستدامة. وتميز الاجتماع الوزاري الرفيع المستوى المخصص للإطلاق الرسمي لمخطط عمل مبادرة "الاستدامة والاستقرار والأمن بإفريقيا"، الذي ترأسه المغرب والسنغال، بحضور ازيد من خمسين وزيرا ومسؤولا مكلفا بالبيئة، فضلا عن ممثلين لعدد من المنظمات الدولية والجهوية. ونظمت، بهذه المناسبة، مائدتان مستديرتان حول موضوع "إرساء الاستدامة والاستقرار والامن بافريقيا" و "افريقيا التي تنهض في محيط هش".