قال المندوب العام لمؤتمر (كوب22) عبد العظيم الحافي، أمس الأحد بمراكش، إن المغرب يتطلع، من خلال هذه القمة، التي ستنظم ما بين 7 و18 نونبر الجاري بمراكش، إلى إسماع صوت دول الجنوب من خلال بلورة مشاريع وتعبئة التمويلات التي من شأنها تمكين القارة الإفريقية من تحقيق تقدم في مجال التنمية المستدامة. وأوضح الحافي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، عشية انطلاق مؤتمر كوب22، أن هذا الاخير لا يروم مناقشة القرارات بقدر ما يتوخى التطرق الى جوهر المشكل، لتجسيد الأهداف المسطرة ومحاولة بلورة المشاريع وتعبئة التمويلات اللازمة التي ستمكن القارة الإفريقية من تحقيق تقدم في مجال التنمية المستدامة.
وأبرز مندوب (كوب22) أن هذه الدينامية، التي يتوخى المغرب إضفاءها على هذه القمة، تجسد الاهتمام الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس لإفريقيا، وتضع هذه القارة في صلب نقاشات وبرامج التنمية المقترحة غداة هذا الموعد.
وشدد على أن المغرب يطمح الى أن يشكل قنطرة بين إفريقيا وباقي دول العالم، من أجل وضع القطار على المسار الجيد للتنمية المستدامة ومحاولة إنقاذ الكوكب.
ولتحقيق هذه الأهداف، أشار المتحدث إلى أن كوب22 بمراكش لا يقتصر على مشاركة المفاوضين وصناع القرار، بل يسعى أيضا الى التفاعل مع باقي الشركاء، ومن ضمنهم المجتمع المدني والقطاع الخاص.
ويرى الحافي أن أجندة العمل الخاصة بهذا الحدث الكوني الهام، الذي يسجل مشاركة أزيد من 24 ألف شخص على مستوى المنطقة الزرقاء، و30 ألفا بنظيرتها الخضراء، تتضمن بعدا هاما يتمثل في تنظيم مجموعة من الموضوعات تهم التحديات الرئيسية للتغير المناخي والصحة الغذائية.
ويعكس عدد المشاركين حسب الحافي، التزام المنتظم الدولي بمكافحة التغيرات المناخية، ومدى التحديات التي يواجهها العالم، موضحا أن "هذه التعبئة تعد دليلا ومؤشرا قويا على نجاح هذا المؤتمر".
وبخصوص خارطة طريق وأجندة المغرب الخاصة ب(كوب22)، أبرز الحافي أن المملكة تطرح أفكارا ومقترحات شتى تهم بالأساس التمويل الذي لا يقتصر فقط على المبالغ، وإنما يتطرق إلى معايير أهلية ومرونة تنقلات هذه التمويلات، وكذا التكيف والمؤهلات البشرية والمؤسساتية، وتحويل تكنولوجيات دول الشمال نحو دول الجنوب، وتدبير المخاطر.
وأشار الى أن المغرب سيناقش أيضا مبادرات ومقترحات عملية أخرى في هذا الموعد، ومنها على الخصوص المبادرة المتعلقة بتكيف الفلاحة الإفريقية (تريبل إي)، والتي تعد عنصرا "هاما" يتناول الأمن الغذائي، ومشكل الماء و تدهور الأراضي ومشكل الطاقة، إلى جانب مبادرة مع السنغال حول الأمن والاستقرار والاستدامة (تريبل إس).
ولفت إلى دعم المغرب لمختلف المبادرات التي تم إطلاقها بإفريقيا في مجال الطاقات المتجددة، كما يضع الخبرة التي راكمها في المجال رهن إشارة دول القارة، مبرزا أن هذه التجربة يمكنها أن تصير قاعدة للتعاون جنوب-جنوب.
وبعد تذكيره بالمشاريع الطاقية الهامة التي أطلقتها المملكة، خاصة مشروع "نور" بورزازات، أشار مندوب كوب مراكش إلى أن انفتاح المغرب على إفريقيا من شأنه المساهمة في تجسيد وإنجاح مشاريع عديدة مرتبطة بالبيئة والفلاحة، ومحاربة تدهور الأراضي والتغيرات المناخية.
وأضاف أن مشاريع عدة سترى النور خلال (كوب22) بهدف التصدي لمختلف الجوانب المرتبطة بالتصحر، مشيرا إلى المبادرة المغربية "واحات مستدامة" تروم الحفاظ على الواحات بالمغرب، ويمكنها أيضا أن تصير نافعة لدول إفريقيا جنوب الصحراء.
وفي ارتباط برهانات ما بعد كوب22، سلط المتحدث الضوء على أهمية تنفيذ اتفاق باريس، والعمل بالكثافة والوتيرة الضروريتين من أجل تجسيد انتظارات هذا الاتفاق.
وقال مندوب كوب 22 "نحن حقا في مرحلة مهمة ستحدد مستقبل العالم، مضيفا أن التطورات الأخيرة "واعدة".