أكد المسؤول عن قطب المجتمع المدني بمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة (كوب22) ادريس اليزمي، أن قمة مراكش ستكون فرصة لرفع مستوى الاهتمام بإفريقيا ودول الجنوب المهددة بشكل أكبر بالتغيرات المناخية. وأوضح اليزمي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن إشكالية التمويل وتقوية القدرات ودراسة سبل حماية دول القارة الإفريقية والجزر المهددة بالزوال بسبب التغيرات المناخية، ستكون على قائمة أولويات المفاوضات بقمة مراكش. وستتم في هذا السياق، حسب المتحدث، مناقشة السبل الكفيلة بضمان تكيف أفضل للزراعة في إفريقيا مع التغيرات المناخية، وذلك من خلال إبراز المشاريع والمبادرات الواعدة بالقارة، ومن بينها مشروع «تريبل إي»، ودراسة إمكانية توفير دعم حكومي لبلورتها على أرض الواقع. وشدد أيضا على ضرورة تعبئة الجماعات الترابية لتصير شريكا أساسيا في مواجهة التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، بالموازاة مع الجهود المبذولة على المستوى الكوني، وفي مقدمتها التوقيع على اتفاق باريس التاريخي. وأشار في هذا الإطار إلى انعقاد قمة تجمع بين رؤساء البلديات والحكومات في ال14 من نونبر المقبل، حيث ستشكل فرصة لدراسة سبل العمل المشترك بين الجانبين بمعية جمعيات المجتمع المدني على المستويين المحلي والوطني. واعتبر اليزمي أن تحقيق شراكة فعالة بين الحكومات من جهة، والجماعات الترابية والمجتمع المدني من جهة ثانية، يستلزم في البداية تقييم السياسات العمومية في مجال البيئة والمناخ بصفة خاصة، وصياغة مقترحات عملية وقوية تستجيب للخصائص والحاجيات البيئية والاجتماعية والاقتصادية لكل منطقة، إضافة إلى تقوية قدرات الفاعلين للولوج إلى التمويلات. وعلى المستوى الوطني، أبرز أن ثمة تحديا يكمن في تعزيز دعم بعض المشاريع الطموحة، خاصة تلك المرتبطة بالطاقات المتجددة والفلاحة الصديقة للبيئة، وتلك التي تدمج النساء في مواجهة التحديات المناخية في البوادي وسياسة التنقل الحضري، إلى جانب المضي في تفعيل أجندة ما قبل 2020. أما عن استعدادات المجتمع المدني بالمغرب لهذا الحدث الكوني، فسجل اليزمي أن تحضيراته تبرز من خلال عدة ديناميات تمثلت في البداية في تكوين الائتلاف المغربي من أجل العدالة المناخية، الذي يضم أزيد من مائتي جمعية ونقابة، إلى جانب بعض المبادرات الشبابية الواعدة التي ستكون حاضرة بقوة في قمة مراكش، إضافة إلى 450 جمعية ممثلة برواق للعرض في الرواق الأخضر (غرين زون)، وكذا تعبئة نساء ورجال الثقافة لإبراز الثقافة المغربية والإفريقية. وينتظر أن يتم أيضا تقديم حوالي ألف مشروع ذي صلة بالمجال البيئي من قبل التكتلات الجمعوية، إضافة إلى عرض العديد من المبادرات والاختراعات والتجارب من قبل الجامعات المغربية التي ستشارك في القمة. وأكد اليزمي أن مؤتمر مراكش سيكون مناسبة لتعزيز إشعاع التجربة المغربية في مجال الطاقات المتجددة والنظيفة على الصعيدين القاري والعالمي، والبحث عن تمويلات للمشاريع الواعدة، ومنعطفا للشروع بشكل فعلي في زيادة حصة مصادر الطاقة في مزيج الطاقة الوطني ب52 في المائة في أفق سنة 2030، بموازاة مع عقد شراكات بناءة بين الحكومات والقطاع الخاص. وأضاف أن «طموحنا ألا نقف عند قمة مراكش ونواصل الدينامية التي انطلقت منذ قمة باريس (كوب21)، خاصة على مستوى الجهات تماشيا مع ورش الجهوية المتقدمة، وتسريع تفعيل أجندة المغرب الخاصة بالطاقات المتجددة لسنة 2030، علاوة على الخروج بخارطة طريق أولية تشتمل على 12 خطة جهوية حول البيئة والمناخ».