من المنتظر أن يمثل صباح يومه الاثنين مجموعة من موظفي وزارة الشباب والرياضة، أمام النيابة العامة للدائرة القضائية بالرباط، بعد أن رفع عبد العظيم الحافي المندوب السامي للمياه والغابات دعوى قضائية، ضد الموظفين التابعين لوزارة الشباب والرياضة، والعاملين بالمخيم من أجل إفراغ البنايات وهدم المخيم الوطني للهرهورة، الذي يوجد على عقار تناهز مساحته حوالي 12 هكتارا في ملكية المندوبية السامية للمياه والغابات، في حين أن البناية كانت شيدت من قبل وزارة الشباب والرياضة بناء على اتفاقية شراكة كانت أبرمت في وقت سابق، اعتبرها الحافي بحسب مصدر وثيق الاطلاع، لاغية، كونها أصبحت خارج الأجل القانوني المتفق عليه في مضمون الاتفاقية. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، يتابع ذات المصدر، بل طالب المندوب السامي في رسالة موجهة إلى يونس القاسمي عامل عمالة الصخيراتتمارة، بهدم المخيم بذريعة أن مرافقه غير مرخصة، ولا تستجيب لمعايير الأمن والسلامة، استنادا إلى تقارير اللجان المختصة التي قامت بعدة زيارات خلال فصل الصيف للمخيم المعني، وذلك حتى يتسنى له القيام بعملية تخليف التشجير بالمنطقة، التي باشر العمل بها، قبل أن تتوقف بسبب احتجاجات الجمعيات الوطنية التي دخلت على الخط، مشيرا إلى أن العامل راسل بدوره وزارة الشباب والرياضة في الموضوع. وتأسيسا على ما سلف ذكره، احتشدت عشرات الجمعيات الطفولية والشبابية أمام عمالة تمارة، بحر الأسبوع المنقضي، في وقفة احتجاجية ضد قرار السلطات الرامي إلى هدم مخيم الهرهورة الشهير، مطالبين وزارة الداخلية والشباب والرياضة بالتدخل العاجل من أجل إنقاذ المخيم. وقد رفع المحتجون الذين مثلوا أزيد من 100 جمعية، شعارات غاضبة تعتبر قرار الهدم مسا خطيرا بالعمل التربوي بالمغرب، منددين بما اعتبروه "إجهازا على ذاكرة العمل التربوي والتخييمي، وحرمان عشرات الآلاف من الأطفال والشباب من هذا المخيم". محمد القرطيطي، رئيس الجامعة الوطنية للتخييم الذي دعا للوقفة، قال في تصريح لوسائل الإعلام: "إن أزيد من 100 جمعية وطنية حضرت الوقفة، من ضمنها جمعيات أحضرت عشرات من أطرها من مختلف المدن، إضافة إلى حضور نواب برلمانيين حاليين وقدامى وحقوقيين وأطر سابقين بوزارة الشباب والرياضة". واعتبر المتحدث "أن الوقفة أمام عمالة تمارة راجعة إلى كون المخيم تابعا إلى نفوذ ترابها الإداري، رغم أنه في حقيقة الأمر تابع إلى نفوذ ولاية الرباط، مؤكدا أن الاحتجاجات ستنقل أمام مقر المندوبية السامية للمياه والغابات، محذرا في نفس الوقت من مغبة هدم مخيم الهرهورة، الذي سيحدث بحسبه، زلزالا في المنظومة التخييمية، مشيرا إلى أن هذا المخيم الذي أنشئ في العام 1957 على مساحة 12 هكتارا، يشكل معلمة تاريخية، وأطر ومايزال يؤطر مئات التظاهرات الوطنية والدولية، وهدمه ستكون له انعكاسات خطيرة على العمل التخييمي، حسب قوله".