أبرزت صحيفة (لوسولاي) السنغالية في عددها الصادر أمس السبت، تعزز الشراكة الاقتصادية بين المغرب والسنغال وإقلاع قطاع الأعمال بالبلدين. وكتبت الصحيفة واسعة الانتشار في السنغال، أنه، وبتحفيز من صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس السنغالي ماكي سال، كثف رجال الأعمال السنغاليين والمغاربة لقاءاتهم للدفع بالتعاون الاقتصادي بين البلدين، مشيرة إلى أن هذا التعاون جيد، ولكن يتعين تعزيزه ليشمل مجالات جديدة. وأشار كاتب المقال مامادو وان إلى أن "إفريقيا هي قارة المستقبل. فالعديد من البلدان الافريقية تحقق نموا اقتصاديا قويا لا يعزى، في معظم الحالات، إلى المواد الأولية الموجهة للتصدير فقط". وحسب المصدر نفسه، فإن التحدي الذي تواجهه إفريقيا، وبالتحديد المغرب والسنغال، يتمثل في التعاون بشكل أكبر وأفضل لتسريع النمو الاقتصادي بشكل مستدام، وتقليص نسبة الفقر إضافة إلى تثمين الرأسمال البشري في فضاء يسوده الأمن. وأضاف أن "المغرب والسنغال بلدان صديقان. وتمثل سلسلة الزيارات التي قام بها جلالة الملك إلى بلدنا منذ اعتلائه العرش، خير مثال على ذلك". وأشارت الصحيفة إلى أن الحديث عن العلاقات المغربية السنغالية يحيل على استحضار جملة من الأبعاد، ومنها متانة الصداقة، وتقاسم الديانة، والعلاقات الاقتصادية المفيدة للطرفين، إضافة إلى العلاقات الدبلوماسية المتميزة. وعلى الصعيد الدبلوماسي، تقول الصحيفة، يدرك المغرب أنه يحظى بدعم السنغال للعودة لشغل مقعده ومكانه الطبيعي على مستوى الاتحاد الإفريقي، مضيفة أن السنغال يرغب في أن يشغل هذا البلد الصديق مقعده مجددا داخل أسرته المؤسسية. واعتبر كاتب المقال الذي يحمل عنوان "المغرب/السنغال: صداقة متينة ملائمة للأعمال"، أنه "ليس من قبيل الصدفة أن يلقي جلالة الملك خطابة المعتاد لسادس نونبر الذي يخلد هذه السنة الذكرى ال41 للمسيرة الخضراء. وهي سابقة تاريخية في تاريخ الدبلوماسية السنغالية والإفريقية". وأشارت الصحيفة إلى أنه "جلالة الملك توجه بخطابه لشعبه من دكار. كما خاطب إفريقيا والعالم، واستعمل مفردات بالغة الدلالة في حديثه عن العلاقات السنغالية المغربية"، مؤكدة أن جلالة الملك ذكر بالموقف التضامني والشجاع للسينغال، عام 1984، عند انسحاب المغرب من منظمة الوحدة الافريقية. كما ذكرت الصحيفة بأن "السنغال كانت إلى جانب المغرب صديقة وشريكة وجارة، وتتقاسم معه الدين ومصالح اقتصادية هامة"، مشيرة إلى أن هذه الصداقة بين البلدين توطدت على مدى عقود من الزمن. وأضافت أن "المغرب بلد عربي وإفريقي في الوقت ذاته، وكان فاعلا رئيسيا في تاريخ إفريقيا الساحلية والسودانية. وأنه في هذا التاريخ نرصد بعضا من الأسباب التي يتأسس عليها انتماء الصحراء للمملكة المغربية"، مشيرة إلى أن المغرب يعد اليوم بلدا مستقرا وناشئا ويمثل قوة إقليمية تفرض الاحترام. وأشارت الصحيفة إلى أنه، ولمواجهة الإرهاب، اتجهت العديد من البلدان الافريقية نحو المغرب لتكوين مرشدين دينيين قادرين على مواجهة الخطاب الراديكالي لبعض الدعاة، معتبرة أن أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس يدعو إلى إسلام منفتح، مع إبداء الحزم تجاه كل من يمس أمن الممتلكات والأشخاص في المملكة. وخلصت إلى أن "المغرب بلد بالغ الأهمية بالقدر الذي لا يمكن معه عدم سماع صوته داخل الاتحاد الافريقي. إنه بلد يملك الكثير مما يمكن أن يمنحه للاتحاد الافريقي ولإفريقيا".