أمة منقسمة ومصدومة، هكذا لخصت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكيةأمريكا ما بعد إعلان فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة، بعد منافسة حامية مع المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، فلأول مرة تبدو أمريكا غير متصالحة، وربما سيكون هذا حالها للسنوات الأربع المقبلة؛ فترة رئاسة ترامب. الديمقراطيون الذين سيكونون لأول مرة خارج السلطة في كل من البيت الأبيض والكونغرس منذ العام 2006، يشعرون بالإحباط، خاصة أن مرشحتهم هيلاري كلينتون خسرت بفارق ضئيل، حيث كانت متقدمة في التصويت الشعبي، في حين خسرت بسبب المجمع الانتخابي، تماماً كما حصل مع آل غور عام 2000. أولى بوادر الانقسام كانت في المسيرات الشبابية التي انطلقت في أوكلاند بكالفورنيا عقب إعلان فوز ترامب، والتي رفعت شعارات "هذا ليس رئيسي"، مع تحطيم النوافذ وإشعال النار في صناديق القمامة، وأيضاً انطلقت مسيرات أخرى في كل من شيكاغو وفيلادلفيا وسياتل ونيويورك، حيث تجمع المتظاهرون في وسط مانهاتن، وتحديداً أمام برج لدونالد ترامب يضم بيته. وعلى الرغم من حالة الانقسام التي بدت واضحة على الشارع في أمريكا وأيضاً الطبقة السياسية، فإن كلاً من الرئيس الحالي باراك أوباما، والمرشحة الخاسرة هيلاري كلينتون، طالبوا الأمريكيين بالعمل من أجل الجمهورية. أوباما قال في مؤتمر صحفي، إنه يعتزم لقاء المرشح الفائز دونالد ترامب في البيت الأبيض، أمس الخميس، للتداول في آلية نقل السلطة، وهي واحدة مما يميز الديمقراطية الأمريكية، بحسب أوباما، داعياً الأمريكيين إلى إظهار ذلك للعالم. في حين دعت هيلاري مؤيديها في أول خطاب عقب إعلان النتائج، إلى العمل مع ترامب بعقل مفتوح، مؤكدة أنها وإن لم تفز بالانتخابات تتشارك ومؤيديها في القيم التي يحملونها لبلدهم. بالمقابل، قال مستشارون مقربون من ترامب إن الأخير يسعى إلى طرح آلية لتوحيد البلاد، منها على سبيل المثال دعوة الزعماء الديمقراطيين إلى اجتماع لوضع لبنة التفاهم. استطلاعات الرأي أمس، وعقب إعلان فوز ترامب، أشارت إلى أن ثلثي الأمريكيين يخشون من فترة رئاسة ترامب. بالمقابل، تفاوتت ردة فعل زعماء العالم حيال فوز ترامب بين مرحب، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين كانوا يحتفظون بعلاقة جيدة معه، وبين متحفظ، يخشى من أن تقود فترة ترامب العالم إلى وضع أقل استقراراً. وكان ترامب، المرشح الجمهوري، قد فاز بالانتخابات الرئاسية على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، في وقت شهدت عدة مدن أمريكية تظاهرات مناوئة للرئيس الفائز ترامب.