بذلت جهود كبيرة من أجل إنجاح الدورة 22 لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة (كوب22)، التي ستنظم ما بين 7 و18 نونبر الجاري بمراكش، وضمان سير جيد للأشغال. وستنظم القمة في قرية "باب إيغلي" الممتدة على مساحة 300 ألف متر مربعا، وستستقبل 20 ألف مندوب من 196 بلدا (197 طرفا)، حسب لجنة الإشراف على (كوب22). وتتشكل القرية، بإجمالي 55 خيمة تم نصبها في أقل من ثلاثة أشهر، من منطقتين منفصلتين تتمثلان في المنطقة الزرقاء (الرسمية)، وتلك الخضراء (الابتكارات والمجتمع المدني). وتغطي المنطقة الزرقاء، التي ستديرها منظمة الأممالمتحدة وتحتضن الاجتماعات الرسمية والمفاوضات، مظلة طولها 700 متر وعرضها 26 مترا. وتمتد حدائق على طول الطريق وسيستفيد المندوبون والصحفيون من خدمات وأجواء ودية في مطعمين. وجرت أشغال التهيئة الداخلية للمنطقة الزرقاء ضمن الاحترام الصارم للبروتوكول الأممي، حيث تضم قاعتين للجلسات العامة، إحداهما مجهزة ببوابة ضحمة تجسد المعمار التقليدي المغربي وتخول استقبال المشاركين في إطار اللقاءات الدولية والمتعددة الثقافات. ويسمح بولوج المنطقة الزرقاء، التي تحظى بوضع تحصيني، فقط للأشخاص المعتمدين من قبل الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية. وتم تدبير أشغال التهيئة والولوج والبرمجة والأمن بهذه المنطقة كليا من قبل الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية، وذلك وفق مبادئ العمل خارج حدود الدول التي يحددها اتفاق المقر الموقع بين منظمة الأممالمتحدة والمغرب، البلد المستضيف ل(كوب22). وإلى جانب القاعات المخصصة للجلسات العامة، تحتضن المنطقة الزرقاء مكتب أمانة الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية، ومكتب الرئاسة المغربية ل(كوب22)، ومكاتب مختلف البعثات، وقاعات المفاوضات والأحداث الموازية، إلى جانب فضاء مخصص لوسائل الإعلام. وفي ما يتعلق بالمنطقة الخضراء، التي تمتد على مساحة تفوق 30 ألف متر مربع، فستستقبل ممثلي مختلف المقاولات المغربية والعالمية، علاوة على المؤسسات المغربية الكبرى، والمنظمات غير الحكومية، وباقي منظمات المجتمع المدني. ووفق لجنة الإشراف على (كوب22)، فقد تمت دعوة 800 هيئة (جمعيات، وجامعات، ومؤسسات، وجهات، وائتلافات وغيرها)، 40 في المائة منها دولية، لهذا المؤتمر العالمي الذي سينظم بفضل 25 شراكة عمومية-خاصة. وتم توفير مجموعة من التسهيلات من أجل جعل ظروف العمل أكثر راحة بالنسبة للمشاركين والصحفيين الحاضرين. وأبرز الموقع الإلكتروني للاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية، أنه سيتم توفير شباك آلي لبنك المغرب بموقع "باب إيغلي"، سيكون مفتوحا ابتداء من يوم الاثنين 7 نونبر إلى غاية يوم الجمعة 18 منه، من الساعة التاسعة صباحا إلى الرابعة بعد الزوال، إلا انه سيغلق يومي السبت والأحد 12 و13 نونبر. أما بخصوص الأمهات المرضعات، فتوجد غرفة مجهزة بمقعدين، وطاولة وثلاجة، سيتم وضعها في ممر الدخول قبل المنطقة المخصصة للمراقبة والأمن. ويوجد أيضا مركز للأعمال وقاعة للصلاة والوساطة، وحافلات تؤمن رحلات مكوكية للتنقل من وإلى موقع "باب إيغلي" ابتداء من 5 نونبر كل 15 دقيقة خلال ساعات الذروة، وعلى رأس كل ساعة خارج هذه الساعات. وسيتم أيضا، حسب لجنة الإشراف، تعبئة 50 سيارة كهربائية من أجل ضمان تنقل البعثات المشاركة. ومن أجل ضمان استدامة (كوب22)، والتخفيف من البصمة الإيكولوجي، قررت الحكومة المغربية إدراج سلسلة من التدابير، خاصة توزيع الزجاجات القابلة للتدوير، التي يمكن أن تعبأ بالماء الصالح للشرب من نقاط الماء المتوفرة بالموقع، وتحويل المعلومات والوثائق عبر دعامات إلكترونية أو عبر البريد الإلكتروني. كما سيتم نشر البرنامج اليومي كل صباح على الموقع الإلكتروني للاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية. وبالنسبة للمشاركين الراغبين في اكتشاف المدينة الحمراء، فسيتم توزيع كتيبات جيب لإرشادهم. وأشارت لجنة الإشراف على مؤتمر (كوب22) كذلك إلى وضع التجهيزات الطبية اللازمة مع طاقم طبي مؤهل لتقديم الإسعافات الأولية، والتكفل بالحالات المستعجلة في المؤتمر، وضمان الولوج الفوري إلى المستشفيات والمصالح الاستشفائية. وتطلبت ميزانية (كوب22) تعبئة موارد عدة، حيث خصصت الدولة المغربية 300 مليون درهم، منها 200 مليون درهم من القطاع الخاص، فيما تم تمويل المبلغ المتبقي من الخارج (الاتحاد الأوروبي، وكندا، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، والصندوق الدولي للتنمية الفلاحية). وسيشهد مؤتمر مراكش حضور العديد من النجوم والمشاهير، وخاصة ليوناردو ديكابريو، الذي أنتج مسبقا وثائقيا حول التغيرات المناخية، إضافة إلى أرنولد شوارزينيغر الممثل والحاكم السابق لولاية كاليفورنيا، ونائب الرئيس الأمريكي الأسبق أل غور، ونجم كرة القدم العالمية دييغو مارادونا.