زيرو ميكا» يحول الأكياس البلاستيكية إلى «سلعة» قابلة للتهريب »كل ممنوع، مرغوب» مبدأ فتح شهية البعض لطرق دروب تهريب جديدة، وحول الأكياس البلاستيكية إلى سلعة تسيل لعاب المضاربين وتجار الممنوعات في ظل الأزمة الخانقة التي سببها مشروع «زيرو ميكا» دون تقديم بدائل مقبولة ومعقولة. حقيقة فتحت السوق السوداء على مصراعيه أمام بعض مقتنصي الفرص، وشرعت في قصف فضاءات مراكش بأطنان من الأكياس البلاستيكية القادمة من مختلف مدن وأقاليم المملكة، حيث يتم اللجوء لطرق احتيالية لتمريرها بعيدا عن أعين «أصحاب الحال». صبيحة الإثني الماضي، كانت سلطات مراكش على موعد مع اكتشاف كمية وافرة من هذا المنتوج حددت في 10 أطنان موجهة للاستعمال والترويج بأوساط أصحاب المحلات التجارية وباعة الخضر والفواكه بمختلف أصنافها. بدأت الواقعة حين أثارت شاحنة لنقل السلع انتباه حراس موقف السيارات المتواجد على مستوى باب القصيبة التابع للنفوذ الترابي لبلدية المشور القصبة، توقف بها سائقها في ساعات متأخرة من الليل، وبدأت تشحن حمولة بعض الشاحنات الأخرى المحددة في أكياس ضخمة مثيرة للريبة والشك، ومن ثمة المسارعة بإخطار السلطات المحلية ووضعها في صورة ما يجري ويدور. بتوصلها بهذه المعلومات سارعت المصالح المختصة بانتداب بعض العناصر لرصد ومتابعة الوضع عن كثب، ليتأكد بأن الأمر يتعلق بمحاولة ترويج كميات كبيرة من الأكياس البلاستيكة تم تهريبها عبر عدة شاحنات قادمة من العاصمة الاقتصادية. الشاحنات التي توزعت على مختل محطات الوقوف بمحيط جامع الفنا محملة ببعض ما تيسر من «الأكياس البلاستيكية» دفعت بالمصالح الولائية إلى استنفار اللجن المكلفة بزجر هذا النوع من المخالفات، بناء على مقتضيات قانون 15- 77 الذي يمنع صنع الأكياس من مادة البلاستيك وتصديرها واستيرادها وتسويقها. اللجنة المختلطة المشكلة من ممثلين عن القسم الاقتصادي بولاية الجهة ومندوبية الصناعة والتجارة وكذا السلطات المحلية والأمنية، قامت بعملية تمشيط وتفتيش واسعة طالت مختلف الشاحنات التي كانت ترسو بالمحطات المبثوثة على طول جنبات ساحة جامع الفنا، ما مكن من ضبط ثلاث شاحنات محملة بكميات كبيرة من الأكياس البلاستيكية بلغت 12 طنا بالتمام والكمال. التحقيق مع أصحاب الشاحنات كشف عن بعض تفاصيل طرق التهريب المعتمدة في تمرير كل هذه الكمية دون أن تنتبه إليهم مصالح الدرك والأمن بمختلف نقط العبور الممتدة من الدارالبيضاء إلى مراكش، حيث تختلف طرق التمويه من إخفاء الكميات المهربة من الأكياس البلاستيكية وسط ركام من السلع الأخرى كالأحذية وبعض المتوجات الأخرى، إلى تغليف رزم الأكياس الممنوعة بأغلفة تحمل إشارة «بلاستيك خاص بالتجميد». بعد مصادرة كل هذه الكمية الخارجة عن شعار «زيرو ميكا» وإحالتها على المحجز في أفق العمل على إتلافها، أحيط بعض سائقي الشاحنات بسياج التوقيف قصد إخضاعهم للبحث والاستنطاق لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات. إسماعيل احريملة