نظم مجلس جهة الشرق، أمس السبت بوجدة، يوما تواصليا تم خلاله التداول بشأن مختلف القطاعات الحيوية بجهة الشرق وسبل تأهيلها. وقال وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، في كلمة بالمناسبة، إن جهة الشرق شهدت قفزة نوعية، وتستشرف آفاقا مستقبلية واعدة في مجال الاستثمار، مؤكدا أنه تم بذل مجهودات جبارة للنهوض بالقطاع الفلاحي في هذه الجهة.
وأبرز الوزير أن البرامج التي أطلقت في إطار مخطط المغرب الأخضر، بهذه الربوع، سجلت نجاحا لافتا، وتجاوزت التوقعات في الكثير من الأحيان. وذكر، في هذا الصدد، بأن الجهة الشرقية تنتج 14 في المئة من الحوامض على الصعيد الوطني و10 في المئة من الزيتون و8 في المئة من اللحوم الحمراء. من جانبه، توقف وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي مولاي حفيظ العلمي عند مخطط التسريع الصناعي، مشيرا إلى أن هذا المخطط الوطني يتوخى إحداث 500 ألف منصب شغل جديد في أفق 2020 وبعد أن سجل أن جهة الشرق تحتاج لإحداث مناصب شغل جديدة، على غرار باقي الجهات، أكد الوزير أن ميثاق الاستثمار منح أبعادا جديدة للجهات، حيث سيكون لكل جهة منطقة حرة من شأنها أن تساهم في دعم المقاولات، قبل أن يعرب عن استعداد وزارته لدعم الجهة بهذا الخصوص. وبدوره، أكد والي جهة الشرق، عامل عمالة وجدة أنجاد، محمد مهيدية أن مسار التنمية بجهة الشرق انطلق مع المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية التي أرسى دعائمها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه التاريخي ل 18 مارس 2003، حيث مكنت هذه المبادرة السامية من تحقيق طفرة تنموية كبرى للجهة، وخلق دينامية اقتصادية جهوية ارتكزت على أسس واقعية للتنمية، ووضعت اللبنات الأساسية لجعل العرض الترابي متنوعا ومتجانسا و قادرا على تحسين مستوى جاذبية الجهة ورفع قدرتها لاستقطاب الاستثمارات. وفي هذا السياق، يضيف الوالي، تمكنت الجهة من وضع اللبنات الأساسية بغية تحقيق إقلاع اقتصادي صناعي ارتكز على ثلاثة دعائم هي القطب التكنولوجي لوجدة، والقطب الفلاحي لبركان، والمنطقة الصناعية بسلوان. وأشار إلى أن هذه البنيات الصناعية تعرف حاليا إقبالا لا بأس به من طرف المستثمرين حيث وصلت نسبة التسويق بالنسبة للقطب الصناعي لوجدة 27 في المئة، وبالقطب الفلاحي لبركان 33 في المئة، والمنطقة الصناعية لسلوان 15 في المئة. من جهته، اعتبر رئيس مجلس جهة الشرق عبد النبي بعيوي أن بناء رؤية شمولية تلامس مختلف القطاعات وتساهم في معالجة الاختلالات وتسعى إلى فتح الآفاق التنموية الرحبة، يفرض ضرورة التسلح بالإرادة القوية والنظرة الاستشرافية العميقة، لدعم الاستثمارات وتحرير الطاقات وتفعيل المبادرات الخلاقة في مختلف القطاعات الحيوية بالجهة. وأعرب المسؤول الجهوي عن الوعي بالتحديات والرهانات المطروحة على جميع المستويات، مؤكدا أن ذلك يشكل دافعا لتكثيف الجهود وتظافرها وتسخيرها في اتجاه تحقيق أهداف الجهوية المتقدمة، ودعم المبادرات الخلاقة المرتكزة على الانفتاح والتواصل وتوطيد العلاقات وسبل التنسيق والتعاون مع مختلف الشركاء. وخلال هذا اليوم التواصلي، قدم رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع عرضا تقديميا لمشروع إحداث مركز جامعي للتكوين بالسعيدية، على مساحة 57 ألف و200 متر مربع وبكلفة إجمالية تبلغ 83 مليون درهم. كما قدم عبد الرفيع الزويتن، المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، عرضا حول سبل إنعاش السياحة بجهة الشرق من خلال إرساء شراكة استراتيجية مع مختلف الفاعلين، لافتا الى أن ثمة سعيا لمضاعفة عدد السياح بالجهة الشرقية على مدى السنوات الأربع المقبلة وتوسيع فترة تسويق محطة السعيدية، فضلا عن غايات أخرى مرتبطة. وفي السياق ذاته، تم خلال هذا اليوم التواصلي التوقيع على اتفاقيات شراكة تتعلق بتنمية القطاع الفلاحي وإنعاش الاستثمار والنهوض بالرياضة والسياحة والتعليم العالي بجهة الشرق. وعنيت هذه الاتفاقيات بتنشيط الاستثمار وخلق فرص الشغل بجهة الشرق، لا سيما من حيث إنشاء أقطاب صناعية وتشجيع إحداث المقاولات الصغرى جدا، وتحويل القطاع غير المهيكل إلى قطاع مهيكل.