يتزايد الاحتقان داخل البيت الداخلي لحزب العدالة والتنمية بمدينة تطوان يوما بعد يوم، فبعد منح الأمانة العامة للحزب التزكية لمحمد إيدعمار ضدا على رغبة قواعد الحزب بالمدينة، تسود حالة من الاستياء في صفوف الغاضبين، الذين قدموا استقالتهم، بسبب تعامل مسؤولي الحزب مع استقالاتهم، التي اعتبروها شيئا «تافها». أحد كوادر الحزب بتطوان، وهو رجل أعمال معروف ومسؤول سابق، شكيب الشودري قال بالحرف إنه استقال من العدالة والتنمية «بسبب انعدام الديموقراطية، ونتيجة اختيار الأمانة العامة لمحمد إيدعمار وكيلا للائحة الحزب بتطوان»، وهو الأمر الذي نفاه الحزب في توضيح نشر على موقع الحزب. ولم يكتف موقع الحزب ببيانه، بل سخر لذلك مواقع متفرقة محسوبة على الحزب بالمنطقة لمهاجمة أعضائه الرافضين لقرارات القيادة واتهامهم بالجهل وعدم العلم بقوانين الحزب الداخلية، بحيث وجهت تلك المواقع بما فيها الموقع الرسمي للحزب نيرانها الصديقة نحو أعضائها المتمردين لتزيد من تعميق أزمة الديموقراطية من داخل حزب ابن كيران، وفق تعليق الكثيرين على تلك المقالات التي يبدو أن مصدرها واحد. المستقيل من الحزب بتطوان، والذي أكد أن هناك عشرات الغاضبين من أمثاله، وعدد لا يستهان به من الاستقالات قيد الإعداد، علق على تلك الادعاءات من جديد في تدوينته وهو يؤكد أن استقالته نتيجة «ذبح الديموقراطية الداخلية، وليس لسبب آخر» موضحا أنه يعرف جيدا القوانين والمساطير المعمول بها، فقد كان كاتبا لفرع تطوان لمدة غير قصيرة، ومن الكوادر التي دبرت وأدارت استحقاقات انتخابية سابقة. ولا تستبعد مصادر مقربة من حزب بن كيران، أن يزيد الغليان داخل فرع الحزب بتطوان، بسبب القرارات الفوقية القادمة تباعا من الأمانة العامة، والضغوطات التي يمارسها إيدعمار على عدد من المعارضين لترشحه، سواء مسؤولين حزبيين أو مستشارين وحتى موظفين جماعيين وبعض المستخدمين في قطاعات مختلفة، مستغلا موقعه كرئيس للجماعة وكبرلماني.