كارثة صحية بكل المقاييس، وفضيحة بكل ما تحمل الكلمة من معاني ودلالات، و جريمة إنسانية مع سبق الإصرار والترصد، وقصة واقعية تنشطر لها أشد القلوب صلابة، وقعت بمكناس، وتتعلق بسيدة حامل من أسرة جد فقيرة من دوار المغاصيين ضواحي المدينة، والتابع ترابيا إلى قيادة مولاي ادريس زرهون، تجاوزت مدة حملها الطبيعية "تسعة أشهر" بثلاثة أسابيع حتى توفي جنينها داخل بطنها، بسبب الإهمال واللامبالاة. القصة التراجيدية كما رواها مقربون من السيدة الحامل، تعود إلى ثلاث أسابيع مضت حينما كانت تتابع حملها بمستوصف قريتها، و لما استوفت مدة حملها وحان وقت الوضع، وبما أن ألم المخاض لا يأتيها كما حصل مع ابنها الأول، والتي خضعت بسببه لعملية قيصرية، نصحها العاملون بالمستوصف القروي ب "المغاصيين" بضرورة التوجه إلى مستشفى "بانيو" بمكناس، فعملت بالنصيحة، وقصدت المستشفى صحبة رفيقة من عائلتها، وبعد أن فحصتها إحدى الممرضات طالبت منها المغادرة والعودة إلى حين الإحساس بألم المخاض، مع العلم أنها أخبرتها مسبقا بكون المخاض لا يأتيها كما حدث خلال حملها الأول، فبقيت على هذا الحال، تغادر المستشفى وتعود في يوم آخر لتغادره من جديد، حتى طلب منها إجراء فحص بالأشعة "ايكوغرافي" بالقطاع الخاص، وهناك كانت الصدمة كبيرة، حينما اكتشفت أن جنينها فقد حياته داخل رحم أمه، بسبب التأخر عن تاريخ الوضع بثلاث أسابيع تقريبا، "42 أسبوعا" من الحمل، و أكدوا لها ضرورة إجراء عملية قيصرية لاستخراج جثة الجنين، ومنذ ذلك اليوم وإلى غاية كتابة هذه السطور، يرفض المستشفى المذكور إجراء العملية القيصرية تحت مبررات متعددة، مما دفع بالسيدة لأن تتوجه إلى مقر الأمن بمكناس لوضع شكاية في النازلة، حيث طلب منها عناصر الأمن العودة إلى المستشفى، وسيتكلفون بربط الاتصال بالادارة والتدخل لحل المشكل، لكن مرة أخرى دون جدوى، مرة أخرى لم تتلق سوى الرفض وصد الأبواب. نفس المصادر أوردت أن هذه السيدة الفقيرة، وبعد أن استسلمت لفاجعة وفاة جنينها، لا تأمل سوى في إنقاذ حياتها، وتناشد كل المسؤولين للتدخل من أجل تمكينها من حقها الدستوري و المشروع المتمثل في إجراء عملية قيصرية، خصوصا أنها لا تستطيع إجراءها بمصحة خاصة.