انطلق حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الصيفية في ريو دي جانيرو الجمعة الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (23 ت غ) في ملعب ماراكانا. وهذه أول ألعاب تقام في أميركا الجنوبية، في ظلّ أوضاع سياسية واقتصادية حرجة في البرازيل. وبدأ الحفل بمعزوفات موسيقية يرافقها تقنيات إضاءة ورقص على أرض الملعب المهيب الذي شهدت أبوابه إجراءات أمنية مشددة تحت إشراف 10 آلاف شرطي. وأنشد المغني البرازيلي باولينيو دا فيولا النشيد الوطني البرازيلي من أرض الملعب وهو يعزف على الغيتار ترافقه فرقة موسيقية. وعلى بعد 1.5 كيلومتر من الملعب طوقت الشرطة مظاهرة من 500 شخص نددت ب"ألعاب الإقصاء" وبالرئيس المؤقت ميشال تامر، وحلقت فوقها مروحية بحسب مراسل فرانس برس. كما احتشد نحو 3 آلاف شخص قرب فندق "بالاس أوتيل" المترف على شاطىء كوباكابانا الشهير حيث يقطن عدد من الرياضيين، ورفعوا لافتات كتب عليها "لا للأولمبياد" محتجين على الوضع المعيشي في ظلّ ارتفاع مستويات البطالة. وحضر نحو 37 رئيس دولة، بينهم الفرنسي فرانسوا هولاند، حفل الافتتاح مقابل 80 في ألعاب بكين 2008 و70 في لندن 2012. التقليل من الآلام "ليكن حفل الافتتاح بلسماً لاكتئاب البرازيليين"، هذا هو هدف حفل الافتتاح بالنسبة إلى مخرجه البرازيلي فرناندو ميريليش. أشرف على الحفل ميريليش مخرج أفلام "ذا كونستانت غاردنر" و"بلاندنيس"، بمساعدة سنيمائية أخرى من مواطنيه أندروشا وادينغتون ودانيالا توماس ودي روزا ماغاليايس، والأخيرتان اختصاصيتان في تنظيم الكرنفالات التي تمّ الاستلهام منها كثيراً في هذا الحفل. ولم يحظ مخرجو حفل الافتتاح بالموازنتين الخياليتين لحفلي افتتاح أولمبيادي لندن 2012 (36 مليون يورو) وبكين 2008 (85 مليون يورو)، وقال ميريليش في هذا الصدد: "الزمن الحالي يتطلب خلاف ذلك، تكلفة حفل ريو ستكون أقل 12 مرة من موازنة لندن و20 مرة من موازنة بكين". وتحوّل ملعب ماراكانا الأسطوري، الذي غصّ بأكثر من 60 ألف متفرج (تمت تغطية المنعطف الشمالي منه لضرورات العرض)، حيث استعرض مئات الممثلين نحو 12 مدرسة لرقص السامبا، في ظلّ انشراح جماهير وتشجيع كثيف على أنغام الموسيقى المحلية، ومشاهد تضمن أحدها دخول عارضة الأزياء السابقة، الفاتنة جيزيل بوندشن قطعت خلاله الملعب بأكمله.