ستظل الالتفاتة الكريمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس اتجاه أفراد أسرة المرحومة لبنى الفقيري، المغربية التي كانت ضحية الإرهاب الأعمى الذي استهدف العاصمة البلجيكية بروكسيل، وفي هذه الأيام من الاحتفالات الوطنية، راسخة للأبد في قلوب وذاكرة أسرة الفقيدة. فقد حرص جلالة الملك، الذي يظل على الدوام قريبا من رعاياه الأوفياء في المغرب كما في الخارج، على مشاركة أسرة الفقيدة آلامها، ومواساتها. وتعكس هذه المبادرة الملكية النبيلة الالتزام الموصول لجلالة الملك وقربه من أفراد الشعب المغربي، واهتمامه بأوضاعهم وحرصه على سعادتهم. وفي هذا الصدد، قال جلالة الملك محمد السادس في خطاب العرش لسنة 2015 " فكل ما تعيشونه يهمني : ما يصيبكم يمسني، وما يسركم يسعدني. وما يشغلكم أضعه دائما في مقدمة انشغالاتي ". وفور علمه بالخبر المحزن، كلف صاحب الجلالة الملك محمد السادس سفير المغرب ببروكسل سمير الدهر بنقل برقية التعزية من جلالته إلى أعضاء أسرة الفقيدة وطمأنتهم بالعناية السامية ومواساة جلالة الملك، على إثر هذا الحادث المؤلم. وأكد جلالة الملك في هذه البرقية أنه تلقى ببالغ الأسى والحزن وفاة السيدة لفقيري التي طالتها يد الغدر والإرهاب في الاعتداءات الشنيعة التي استهدفت العاصمة البلجيكية بروكسيل، ضارعا جلالته إلى الله تعالى أن يتغمد الفقيدة المبرورة بواسع رحمته وغفرانه، ويتقبلها في عداد الشهداء من عباده المنعم عليهم بجنات النعيم، وأن يعوض أسرتها عن فقدانها جميل الصبر وحسن العزاء . وعبرت أسرة الفقيدة حينها عن امتنانها لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وتعلقها بشخص جلالته، متضرعة إلى الله سبحانه وتعالى أن يحفظ جلالته، وأن ينعم عليه بطول العمر ويكلل بالنجاح مبادراته النبيلة. وما فتئ يتجدد التزام صاحب الجلالة الملك محمد السادس لدى رعاياه الأوفياء من خلال مبادرات التضامن والعناية السامية والاهتمام الخاص الذي يوليه جلالته لازدهار المواطن المغربي. وقد جاء خطا ب العرش لهذه السنة ليجدد التأكيد على الالتزام الملكي لفائدة الإنسان وازدهاره وتحسين ظروف عيشه، حيث قال جلالته " إننا نضع البعد الإنساني في طليعة الأسبقيات. فما يهمنا هو المواطن المغربي، والإنسان بصفة عامة، أينما كان ". وقد جاء الاستقبال الملكي لأعضاء أسرة المرحومة لبنى لفقيري ليضمد جراح زوجها، ومحو الحزن العميق عن أطفالها الثلاثة، وملأ الفراغ المؤلم الذي خلفته لدى والديها، حيث كانت الفقيدة في نظرهم وفي نظر معارفها، نموذجا للاندماج والنجاح داخل المجتمع البلجيكي. والمرحومة لبنى الفقيري، أم لثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين ثلاث وست وثماني سنوات، كانت تعمل أستاذة للتربية البدنية ببروكسل. ويحتفظ تلامذتها واصدقائها وأقربائها بصورة امرأة مرحة وذات قلب كبير، تكرس وقتها لقضايا أفراد الجالية، وأستاذة استئنائية. تغمد الله أم أيمن وكاميل وشانين برحمته الواسعة، وحرسهم بعينه التي لا تنام.