أكدت وكالة الأنباء الافريقية (أبا)، أمس الاثنين، أنه يتعين على إفريقيا أن تعيد ربط الصلة مع المغرب "هذا البلد الكبير المناصر للوحدة الافريقية"، مشددة على أن القارة تظل عاجزة عن ترسيخ وحدتها وتعزيزها في غياب المملكة. وكتبت الوكالة، في سياق بثها فقرات عديدة من الرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للقمة ال27 للاتحاد الإفريقي بالعاصمة الرواندية (كيغالي)، والتي أعلن فيها جلالته عن قرار المملكة استعادة موقعها الكامل في صفوف الهيئة الافريقية، أنه "لا يمكن للقارة ترسيخ وحدتها، من دون المغرب، الذي يجب أن يستعيد مكانه في المنظمة، والذي لا يجادل أحد في ريادته وقيادته بها". وفي معرض تأكيدها على سلامة ونجاعة قرار المغرب بالانسحاب من منظمة الوحدة الافريقية، لاعتبارات سياسية شرعية، لاحظت القصاصة أن خبرة المملكة وموقعها الرائد والمحوري في القارة يدعو البلدان الافريقية إلى تجاوز مواقفها الإيديولوجية من أجل اعتماد وتبني اعتبارات براغماتية. وأضافت الوكالة أن عودة المملكة إلى الهيئة الإقليمية الافريقية سيزيد من حجم الضغط على خصوم الوحدة الترابية للمملكة الذين يعملون على تعبئة موارد وإمكانيات هائلة من أجل ضمان استمرار الدعاية وممارسة الضغوط لفائدة انفصاليي "البوليساريو". وأكدت الوكالة أن قرار المملكة يضع الاتحاد الافريقي أمام مسؤولياته التاريخية، إما بقبول عودة المغرب اعتباره رائدا افريقيا قادرا على إسماع صوت القارة والتعريف بمصالحها، على مستوى حظيرة الأمم، والمساعدة في الأوراش التنمية بالقارة، أو البقاء رهينة للخلافات والمشاحنات التي تقوض أي جهد للتقدم، وتعزيز الانقسام وإطالة أمد وضعية الانفلات الأمني الكارثي في القارة. وأبرزت أنه بعد أزيد من ثلاثين سنة على انسحاب المغرب من منظمة الوحدة الافريقية، التي تم تعويضها سنة 2003 بالاتحاد الافريقي، فإن المملكة لم توقع ، في ظل أي ظرفية أوظرف محدد، على وثيقة طلاق مع القارة الافريقية التي تنتمي إليها روحا وجسدا، ولم تدخر في أي وقت أي جهد ولا إمكانيات من أجل الدفاع عن قضاياها داخل مختلف الهيئات والمنتديات الدولية، ولاسيما على مستوى هيئة الأممالمتحدة وباقي المنظمات الإقليمية والدولية. وأشار المصدر ذاته إلى أن جلالة الملك عبر بوضوح عن الالتزام الدائم والصادق للمغرب اتجاه القضايا الافريقية، حيث ذكر جلالته بانخراط المملكة من أجل تسوية العديد من النزاعات الإفريقية، والمشاركة في عمليات الاستقرار والأمن في إفريقيا. وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار كاتب القصاصة، إلى الحضور القوي والكبير للمملكة في القارة من خلال العديد من الاستثمارات الاقتصادية التي باشرتها في عدد من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء. وأضاف أنه بعد غرب افريقيا، الناطقة بالفرنسية، فإنه من المتوقع أن تحضر استثمارات المملكة في شرق افريقيا وجنوبها، وبلدان إفريقيا الناطقة بالإنجليزية. وذكرت وكالة الأنباء الإفريقية في هذا السياق، بأن الحضور المغربي في قطاعات البناء والكهرباء والأسمدة والفوسفاط والأبناك والتأمينات والنقل الجوي والاتصال، جعل من المملكة ثاني مستثمر في القارة الافريقية.