الرباط 10 يوليوز 2016 (ومع) في سابقة من نوعها أثارت ارتياح كل من علم بها، أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني أن إجراءات المراقبة المعتمدة في المباريات المهنية لولوج مختلف أسلاك الشرطة، التي نظمتها الأحد، أسفرت عن رصد 138 حالة غش. وأوضحت المديرية، في بلاغ، أن من بين هذه الحالات، التي تم إقصاؤها تلقائيا من اجتياز المباريات، 91 حالة في امتحانات حراس الأمن، و36 حالة في مباراة مفتشي الشرطة، و6 حالات في مباراة ضباط الشرطة، و5 حالات في مباراة عمداء الشرطة. وأضاف المصدر أنه من بين حالات الغش المسجلة عشرة شرطيين تم ضبطهم في حالة تلبس بارتكاب أعمال الغش أثناء اجتيازهم للمباريات، كما تم فتح بحث قضائي بمدينة بني ملال مع ضابط شرطة تابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بعد تسجيل وشاية في حقه من قبل مرشحات ينسبن إليه تقديم أجوبة لإحدى المشاركات، فضلا عن وضع شرطي بمدينة طنجة تحت الحراسة النظرية، بعدما حضر لمركز الامتحان لاجتياز المباراة وهو في حالة سكر متقدمة. وقد تم إخضاع جميع الأشخاص الموقوفين لبحث قضائي تحت إشراف النيابات العامة المختصة، من بينهم 70 تم الاحتفاظ بهم تحت تدبير الحراسة النظرية، بينما تم الاستماع لباقي الموقوفين في انتظار تقديمهم أمام العدالة، حسب المصدر ذاته. وأشارت المديرية إلى أن عدد المرشحين لاجتياز هذه المباريات بلغ 164 ألف و339 مرشحا، من بينهم 137 ألف و494 من الذكور، و26 ألف و845 من الإناث، موزعين على 205 مركزا للامتحان في مجموع المدن المغربية، وكانت المديرية قد "اتخذت جميع الإجراءات الأمنية والتنظيمية لحسن سير هذه الامتحانات، كما اعتمدت تدابير مراقبة دقيقة لمكافحة كل أنواع الغش، وذلك لضمان النزاهة والشفافية في هذه المباريات من جهة، وتكافؤ الفرص بين كافة المرشحين والمرشحات من جهة ثانية". مصادر "أحداث.أنفو" قالت إن هاته السابقة التي يريد بها المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف الحموشي القطع نهائيا مع الغش والغشاشين في الجهاز، تريد إرسال رسالة واضحة إلي المقبلين على الالتحاق بأسلاك الشرطة، لكن أيضا إلى الموظفين الحاليين فيها وإلى كل المواطنين المغاربة مفادها أن زمن "باك صاحبي" قد ولى إلى غير رجعة فعلا، وأن المطلوب اليوم هو البحث عن كفاءات فعلية تعزز الأمن الوطني، وتفجير طااقات أبناء الشعب المغربي، والحرص علي ألا يلتحق بهذا الجهاز الحساس إلا من يستحق ذلك، وفق مبدأ بسيط للغاية هو أن "من دخل إلى سلك الشرطة بالغش سيمارس الغش طيلة مساره الوظيفي، ومن دخل بالرشوة بعد إعطائها سيبحث عن تلقيها طيلة مدة عمله، في حين أن من دخل إلى العمل عن استحقاق وبعد أن اجتاز مباراة وفق مبدأ تكافؤ الفرص سيتذكر هذا الأمر طيلة حياته وسيلقنه لأبنائه فيما بعد وسيوفر للمغاربة أمنيين يستحقون ثقة الناس ولا يزورون محاضر ولا يغشون في حوادث سير، ولا يأخذون بشهادة القوي ويهملون شهادة الضعيف باختصار يقول مصدرنا "بعد مسطرة الشفافية في الإعلان عن المباريات وضرورة خوضها للالتحاق بالأمن، وبعد مسطرة التصحيح والتعاقد مع جامعات مغربية للإشراف على تصحيح أوراق امتحانات المترشحين، هاهي مسطرة الضبط في المباريات تم تفعيلها والمستقبل لن يكون إلا للمزيد من الشفافية والتخليق إلى أن يصبح جهاز الأمن المغربي مثلما هو مطلوب منه فوق أي شبهات ومجالا مفتوحا فقط للكفاءات والطاقات المغربية التي تريد خدمة وطنها وملكها وشعبها".