أخيرا لجأت السلطات المحلية بالساحل التطواني، لحل قد يخفف من تخوفات المواطنين من النقص الحاد في مياه الشرب خلال الصيف الحالي، من خلال استعمال مياه غير مياه الشرب في سقي عشرات الكلمترات من المناطق الخضراء، وخاصة «الكازون» الممتد على مسافات شاسعة بالعمالة الساحلية، والذي كان يستهلك كميات كبيرة من المياه القادمة من سد أسمير. الحل الذي اهتدت له السلطات المحلية، كان بضغط من فاعلين جمعويين، وبعد حملة إعلامية على مستويات مختلفة، خاصة خلال متم صيف السنة المنصرمة، حينما حذر بعض الفاعلين المهتمين بقضايا البيئة من عواقب وخيمة، على رأسها ندرة المياه بالمنطقة، خاصة في ظل استعمال نسبة مهمة من تلك المياه في سقي المناطق الخضراء، وملء المسابح والاستعمالات المنزلية في فترة صيفية يتضاعف فيها عدد المقيمين بالساحل التطواني عدة مرات. الوسيلة الناجعة التي انتهجتها سلطات الساحل، ترمي لإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة بمحطة المعالجة التابعة لشركة أمانديس والموجودة بالمضيق، حيث سيتم استعمال تلك المياه غير الصالحة للشرب، والمسمدة أصلا، في سقي المساحات الخضراء بمنطقة الساحل أساسا، وهو ما سيوفر كميات كبيرة من المياه، التي كانت تهدر في ظل استنكار المواطنين الذين كانوا يرون في ذلك إهدارا كبيرا للمياه الصالحة للشرب، خاصة عندما تنزل سواقي المياه على جنبات الطريق. وقد تلقى المواطنون بالمنطقة الخبر بصدر رحب، خاصة بعد أن نشرت شركة أمانديس عدد من لوحات التنبيه لعدم استعمال مياه السقي تلك للشرب أو الاستحمام، مؤكدة أنها مياه معالجة قادمة من محطة التصفية، وغير صالحة تماما للشرب. فيما أنها صالحة للسقي ولا يترتب عنها أي نتائج سلبية، بل إنها متوفرة على سماد طبيعي يساعد المغروسات على النمو. وقد جاء نشر تلك اللوحات التحذيرية، التزاما بما يحمله كناش التحملات ضمن التزامات شركة أمانديس، كما تم توجيه مجموعة تحذيرات للأطفال وأولياء أمورهم لعدم استعمال تلك المياه، تفاديا لأي مضاعفات قد تكون غير مرغوب فيها، خاصة الحساسية التي يمكن أن تسببها تلك المياه، وفق مصدر مقرب. يذكر أن الصيف المنصرم، كان مناسبة لاحتجاج الكثير من المتتبعين والفعاليات عبر وسائل مختلفة، ضد الإسراف في السقي بالمياه الصالحة للشرب، حتى كاد سد أسمير أن يفرغ في آخر أيام صيف، وهو ما كان سببا في تغيير تزويده لتطوان بالماء الشروب هاته السنة، حيث قلت مياهه كثيرا، مما دفع السلطات المختصة لتغيير مصدر مياه تطوان، وتحويلها لسد النخلة، مما أثار الكثير من الاحتجاجات بسبب تغير نكهة المياه.