افتتحت مساء أمس الجمعة بمدينة شفشاون فعاليات الدورة الواحدة والثلاثين لملتقى الأندلسيات، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في إطار مشروع "مهرجانات فن وتراث" . وفي لحظة اعتراف وتقدير ،تم خلال افتتاح المهرجان تكريم العازف عبد القادر علوش (82 سنة)، ابن مدينة شفشاون الذي يعتبر من أهم العازفين على آلة "الكمالة" وآلة "الدربوكة" . وقد كرس العازف عبد القادر علوش حياته الفنية لخدمة الفن المغربي بشكل عام وفن الموسيقى الاندلسية بشكل خاص ،وهو من مؤسسي الجوق الراشدي للطرب الأندلسي وألف ولحن عدة أغاني تتغني بجمال وطبيعة شفشاون، فضلا عن مشاركته في العزف إلى جانب رواد كبار الفنانين الذين بصموا تاريخ الموسيقى الأندلسية في العصر الحديث. وأجمعت الكلمات التكريمية في حق المحتفى به على أن تكريم العازف عبد القادر علوش هو تكريم لجيل بكامله وتقديرا لعطاءاته المتميزة ومساهماته في خدمة الموسيقى والطرب الأندلسيين ،باعتباره يعد أحد أوائل الأعضاء الموسيقيين المؤسسين لجوق الطرب الأندلسي بشفشاون. وتقديرا منها لقيمة المبدعين المغاربة ودورهم الرائد في المجال الفني والثقافي ، تحتفي هذه الدورة بالفنان الراحل المرحوم قاسم الزهيري لدوره الرائد في حفظ المعارف والصنائع الموسيقية الأندلسية وتلقينها لأجيال من الشباب المولع طيلة عقود من عمله بالمعهد الموسيقي بطنجة. والمرحوم قاسم الزهيري (1956 – 2015) أحد الرواد الذين ساهموا بشكل جاد وفاعل في حفظ المعارف ودرس مادة التربية الموسيقية، خاصة آلة البيانو والصولفيج بمجموعة من الاعداديات والمدارس بطنجة. وانطلقت أولى فقرات ملتقى الأندلسيات السنوي، التي استقطبت جمهورا واسعا، بوصلات موسيقية لجوق شباب تطوان برئاسة فهد بن كيران أحد ثمار المدرسة التمسمانية التطوانية ، الذي أمتع الجمهور المولع وأعاده إلى الزمن الجميل للموسيقى الأندلسية. وخلال ذات الأمسية تناوب على منصة مسرح القصبة في حصة ثانية جوق جمعية ليالي الأندلس، الذي تأسس عام 2007 ،ويضم مجموعة من العازفين الشباب من خريجي المعاهد الموسيقية وضمنهم بعض أمهر عازفي جوق الاذاعة الوطنية السابقين الذي ترأسه في وقت سابق الفنان الراحل محمد الوكيلي،كما عرفت الامسية مشاركة الفنان الشاب مروان حجي بمواويل نالت اعجاب الجمهور الحاضر . وبالمناسبة، أكد المدير الجهوي لوزارة الثقافة محمد الثقال ،في كلمة الافتتاح ، أن ملتقى الأندلسيات يعد واحدا من أقدم المهرجانات الفنية بالمغرب ،وهو صيغة جميلة من صيغ النهوض التنموي الشامل الذي تتضافر فيه القيم الحضارية والثقافية بعوامل النماء الاجتماعي الاقتصادي. وأضاف محمد الثقال أن تنويع العرض الفني في ملتقى الأندلسيات يروم إبراز قيمة الملتقى كعلامة دالة على الهوية والانتماء إلى ثقافة مغربية متعددة الروافد ومتميزة بالإبداع التراثي الاصيل ،وكذا ترسيخ قيم الذاكرة ،بما يعنيه ذلك من محافظة على الفن المغربي الأندلسي، مشيرا الى ان طموح وزارة الثقافة هو الرقي بتعابير الموسيقى الاندلسية وباقي الفنون التراثية وأدائها الموسيقي ومدها بتدفقات جديدة، قصد تأصيل الولع بهذه الموسيقى وتطوير مهارات فنانيها الشباب على وجه الخصوص . ويرمي هذا المهرجان ،الذي تشرف عليه وزارة الثقافة بتعاون مع عمالة شفشاون وشركاء مؤسساتيين آخرين ،إلى حفظ وصيانة الموروث الثقافي والفني، باعتباره مصدرا للتثقيف والتأهيل ومنبعا للتوجيه والتأطير ورافدا من روافد الشخصية المغربية. وتشارك في هذه الدورة مجموعة من الأجواق والفرق المغربية المتميزة من تطوانوالرباطومكناسوفاسوسلاوطنجةوالدارالبيضاءوشفشاون، تلتقي فوق خشبة مسرح القصبة لخلق فسحة جمالية والتعبير عن مغرب منفتح على المستقبل ومتشبث بتاريخه وإرثه الحضاري. ويتعلق الامر ،حسب برنامج التظاهرة ،بجوق الرباطسلا لموسيقى الآلة برئاسة ادريس اكديرة، وجوق جمعية ليالي الاندلس من سلا، وجوق البعث للموسيقى الاندلسية من فاس برئاسة عبد الفتاح بن موسى، وجوق الموسيقى الاندلسية من الدارالبيضاء برئاسة محمد بن زكري. كما سيشارك في المهرجان جوق شفشاون للموسيقى الاندلسية برئاسة أنس بلهاشمي، وجوق المعهد الموسيقي لشفشاون برئاسة العياشي الفاسي، وجوق جمعية رياض الطرف من طنجة برئاسة سعيد بلقاضي ،وجوق الاصالة لطرب الآلة من مكناس برئاسة محمد وارثي. ويتضمن برنامج التظاهرة المسابقة الجهوية في العزف والإنشاد للطاقات الشابة التي تبلغ من العمر أقل من 16 سنة، وذلك في إطار استعراض المهارات النطقية والصوتية وملكات الحفظ و العزف لطلبة المعاهد الموسيقية بشمال المملكة.