أنهت الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بتطوان، النظر في مجريات جريمة القتل التي قام بها زوجان، ضد شيخ مربي الغنم خلال ليلة عيد الأضحى المنصرم، وأصدرت أحكامها ابتدائيا ضد كل من الزوج والزوجة، في انتظار ما سيسفر عنه الاستئناف. وعلمت الجريدة أن المحكمة أدانت الزوج والزوجة، وحكمت على الزوج بصفته الفاعل الرئيسي بثلاثين سنة حبسا نافذا، فيما أدانت الزوجة ومكنتها من بعض ظروف التخفيف، وحكمت عليها بعشرين سنة سجنا نافذا، لمشاركتها في جريمة القتل التي راح ضحيتها خمسيني، بعد سرقة أمواله. وتعود فصول القضية لليلة عرفة، قبيل عيد الأضحى بيوم واحد، والتي عرفت ب«جريمة عيد الأضحى، لكونها جرت أيام العيد، وتم اعتقال الفاعلين الليلة الموالية للعيد، بعد انكشافهم بطريقة غريبة جدا، لم تلعب فيها لا التحريات ولا التحقيقات التي تمت أي دور يذكر، لولا الأقدار الإلهية التي فضحت ما حدث بالضبط. وكان السكان بمنطقة بويير المجاورة لتطوان، قد اهتزوا لعثورهم على أحد جيرانهم مقتولا لحظات بعد صلاة العشاء، من ليلة عرفة قبيل عيد الأضحى، ومذبوحا من الوريد إلى الوريد ويسبح في دمائه، فيما شك البعض في كونهم رأوا شخصين يفران في اتجاه الغابة لحظات بعد الواقعة، خاصة وأن المعني كان يقطن لوحده بالمنزل، حيث يربي أغناما. التحريات والتحقيقات بعد يومين لم تكن لتفضي لأي نتيجة، لولا ظهور شاهد أو مبلغ في اللحظة الحاسمة، إذ فوجئ الجميع، بوالد الزوجة يقدم إفادة مفيدة لرجال الدرك في اليوم الموالي لعيد الأضحى، ويكشف بكون الفاعل هو زوج ابنته التي رافقته لمكان الجريمة بهدف سرقة أموال الرجل، معتقدين أنه باع قطعان من الماشية، ولديه ما يكفي من المال لسرقته. ووفق تفاصيل إعادة التمثيل، فإن المعنيين تمكنا من ولوج المنزل السهل الولوج بمنطقة بويير قبل الساعة التاسعة ليلا، وهو موعد عودته من سوق الأغنام المجاور، حيث كان يبيع ما قام بتربيته من أغنام على طول الموسم، إذ أنه يعيش وحيدا بمنزله بعد أن رفض أبناؤه العيش معه هناك وفضلوا الإقامة بحي نقاطة. ترصد الرجل وزوجته بالضحية وهو يدخل المنزل، ليضربه الزوج ضربة كادت تفقده الوعي، لكنه صمد في وجهه وقاومه بشراسة، قبل أن يطلب من زوجته المغادرة، ليبقى برفقته حيث استمر في ضربه بواسطة شاقور بطريقة هستيرية، قبل أن يذبحه من الوريد إلى الوريد بسكين كان متواجدا بالقرب منه. غادر برفقة الزوجة المنزل، وبحوزتهما فقط 2900 درهم، بعد أن كانا يعتقدان أن عمليتهما تلك ستمكنهما من مبالغ مالية كبيرة، خاصة بعد علمهم ببيعه الأغنام وكذلك منزل له بشفشاون. حيث تبين أن القاتل كان من معارفه السابقين، وكان قد شاركه في بناء منزله البسيط المتواجد في أعلى تلة بحي بويير. لم تستطع الزوجة حفظ السر، وسارعت لرواية ما حدث لوالدتها، التي أجهشت بالبكاء وقامت بنقل الرواية للأب الذي وجد أن الطريق الأسلم، هو إشعار المصالح المعنية في محاولة لتخفيف العقوبة على ابنته. مصطفى العباسي