«خليوه يخماج عندهم»، «خليوه إيبور لهم» «خليوه يخناز عندهم».. شعارات مختلفة، رفعها فايسبوكيون على مواقع اجتماعية بتطوان وبغيرها من المدن الأخرى، يدعون من خلالها المواطنين لمقاطعة شراء السمك، بسبب ارتفاع أثمنته لمعدلات غير مقبولة نهائيا خلال شهر رمضان، في غالبية الأسواق. وطالب مجموعة من النشطاء، بالتخلي عن السمك خلال الشهر الكريم، أو على الأقل خلال هاته الأيام التي ارتفع فيها ثمنه أكثر من اللازم، علما أنه متواجد بشكل عادي، وليس هناك أي نقص في معدلات المعروضات من السمك، لكن «جشع» بعض الباعة، هو ما يقف وراء ارتفاع أثمنته. وقال بعض الداعين لمقاطعة شراء السمك، أنه بعد يوم أو يومين من المقاطعة، سيبقى السمك لدى الباعة، حتى يفسد، وسيتكبدون خسائر مادية، تدفعهم للتراجع عن رفع ثمنه، كما أن العرض سيكون أكثر من الطلب، وبالتالي فالجميع سيخضع لقانون السوق، وهو ما تصبو له تلك الدعوات لمقاطعة السمك. ويشكل السمك واحدا من أساسيات المائدة التطوانية، خاصة منها سمك الشطون، الذي يعد به الطاجين «تاكرة»، في منطقة تطوان والضواحي، إضافة لأنواع أخرى من السمك، الذي تعد به «الطواجين»، ومنه ما يعد مقليا خلال وجبة العشاء.. كل ذلك يجعل وسطاء وسماسرة سوق الجملة، والأسواق الأخرى، يتلاعبون بالأثمنة ويدفعون نحو رفع الثمن بشكل كبير. وعرفت أولى أيام رمضان ولازالت، ارتفاعا في أثمنة السمك، حيث بلغ الشطون المطلوب بحدة لما بين 30 و40 درهما، حسب مكان شرائه. فيما تراوحت أثمنة أنواع أخرى بين 100 حتى 200 درهم، وفق ما أكدته مصادر متطابقة، خاصة النوع الغالي المعروف والمطلوب بدوره من طرف فئات مختلفة. وقد تسبب هذا الوضع في حرمان عدد كبير من الأسر التطوانية، من السمك الذي يحبونه ويجعلونه من بين أساسيات موائدهم، ومنهم من أصبح يقتسم الكمية على مجموعة أيام، كأن يقسم الكيلوغرام بين يومين حتى ثلاث، وفق عدد أفراد الأسرة، حتى لا يحرم نهائيا من طاجين الشطون اللذيذ. لكن يبدو أن حملة الغلاء التي مست الكثير من المواد خلال شهر رمضان، ستجعل نشطاء الفايسبوك يدعون لمقاطعة الكثير من المواد الغذائية، على شاكلة حملة مقاطعة شراء السمك. مصطفى العباسي