تمكنت مصالح الحرس المدني الإسباني بمدينة سبتةالمحتلة، من إحباط محاولة تهريب 14 مهاجرا سريا غالبيتهم من دول جنوب الصحراء. وهي عملية نادرا ما تحدث، بحيث يكون الولوج للثغر المحتل بطرق أخرى غير قوارب الموت، بفعل المراقبة وصعوبة المرور من الجهة المطلة على البحر.. لكن المفاجأة كانت فجر يوم الإثنين، حينما تمكن قارب على متنه 14 مهاجرا سريا من الوصول للجانب الإسباني. ووفق بعض المصادر الرسمية من المدينةالمحتلة، فقد فوجئت دورية المراقبة التابعة للحرس المدني، فجر يوم الإثنين بقارب للصيد التقليدي على متنه 14 مهاجرا سريا، وشخص آخر مغربي الجنسية، يبدو أنه هو منظم الرحلة التي انتهت على مشارف شواطئ سبتة، وهو كل ما كان يريده المهاجرون، لكن لم يكن يتوقعه المهرب الذي تم اعتقاله. وقد تم توقيف الشاب المغربي ذو 33 سنة، والمتحدر من مدينة الفنيدق، وإحالته على التحقيق من طرف المصالح الأمنية المختصة، حيث كانت إسبانيا قد سنت قانونا قاس جدا، يخص منظمي الهجرة السرية، وخاصة عبر طرق ووسائل خطيرة، وهو ما يجعل الشاب الموقوف على مشارف مواجهة عقوبات قاسية في حال ثبوت تورطه في تهريب 14 مهاجرا سريا، عبر مركب للصيد التقليدي أو ما يعرف ب«الباطيرا». وقد تم إيداع المهاجرين الموقوفين بمركز الإيواء بسبتةالمحتلة، والذي أصبح مكتظا بفعل أعداد المهاجرين السريين القادمين أساسا من سوريا وبعض الأفارقة من جنسيات مختلفة، إذ يجد هؤلاء مبتغاهم بوصولهم لمدينة سبتة، حيث تنتهي رحلتهم في انتظار ترحيلهم لإحدى المدن الإسبانية، بعد قبول طلباتهم، علما أن مواطني جل الدول الإفريقية لا يتم ترحيلهم لغياب اتفاقيات مع تلك الدول، وصعوبة معرفة جنسياتهم أصلا. وباعتقال الشاب المعني، تكون رحلات قوارب الموت قد عادت مجددا لسبتة، بعد أن اختفت منذ سنوات، ولم تعد هناك من وسيلة للعبور بالنسبة للمهاجرين السريين، إلا الاختباء داخل هياكل ومحركات السيارات، أو الهجومات الجماعية لمئات المهاجرين السريين المرابطين بالغابات المجاورة لسبتةوالفنيدق، وهي الوسيلة الأكثر «نجاعة» بالنسبة لهؤلاء. مصطفى العباسي