خرج العشرات من أهالي دوار " البازلة" التابع لنفوذ تراب الجماعة القروية "عين عائشة" البعيدة عن مدينة تاونات بحوالي 12 كلم في اتجاه فاس، في مسيرة احتجاجية على النقص الحاد في المياه الصالحة للشرب. ساكنة غاضبة تحدت قساوة الصوم في يوم رمضاني حار ومتزامن مع الجمعة الأولى من هذا الشهر الفضيل، قرروا الخروج في في مسيرة "العطش" شارك فيها جميع المتضررين، الذي فاق عددهم 100 شخص، شباب وشيوخ وأطفال، ممتطين الحمير وحاملين البراميل الفارغة والأعلام الوطنية، لم تمنعهم لفحات الشمس الحارقة والأجواف العطشى من مواصلة المسير وتجسيد الشكل الاحتجاجي نحو عمالة تاونات وإيصال أصوات الاستنكار و آهات المعاناة ضد من يتحملون المسؤولية. الساكنة الغاضبة من نقص هذه المادة الحيوية، حملت المسؤولية بالدرجة الأولى للمنتخبين الذين منحوهم أصواتهم ووزعوا عليهم شتى أنواع الوعود، دون أن يوفوا بها، مما جعل المنطقة والإقليم عموما يعيش أوضاعا أقل ما يقال عنها أنها كارثية. وفي هذا السياق أوردت مصادر محلية أن المجالس المنتخبة طالما روجت عديد الشعارات لإخراج المنطقة من محنها، التي تفاقمت مع الشح الكبير في مادة الماء، المادة الأساسية والممثلة لأبسط شروط الحياة الكريمة، مضيفة أن "الطامة الكبرى" هي أن الدوار موضوع الاحتجاج يتوفر على شبكة غير مفعلة للماء الصالح للشرب تشق قنواتها أرجاءه دون الاستفادة من عملية الربط وإحداث سقايات عمومية تسهل عملية الحصول على الماء التي لم تنطلق بعد، مصادرنا كشفت أيضا بأنه "حتى المنبع المائي الوحيد في الدوار "عين البازلة" جف ماؤه بسبب عمليات الاصلاح والصيانة المتكررة والعشوائية التي تكلف بها المكتب المسير للجماعة القروية، مما عجل بدخول الدوار وساكنته في مرحلة متقدمة من الجفاف و العطش وما يترتب عنهما من معاناة". متحدث من وسط المعاناة أضاف، أن ما زاد من حدة غضب الساكنة بجل دواوير ومداشر إقليمتاونات، توفر الإقليم على مخزون مائي كبير من خلال السدود الكثيرة التي يتوفر عليها، والتي جعلت الملك يطلق أكبر مشروع بالمنطقة خلال الزيارة الملكية الأولى و التاريخية لإقليمتاونات، في نونبر 2010، و الذي كان الهدف منها تزويد ساكنة الإقليم بالماء الصالح للشرب، مشروع ضخم رُصدت له أموال ضخمة لإنجازه، وهاهي ست سنوات على الزيارة الملكية مرت، يقول المصدر، دون أن يجني المواطن التاوناتي ثمار المشروع الملكي، الذي كان سيضمن له كرامته ويحقق تنمية بشرية بمفهموها الشمولي والمستدام. وفي انتظار تدخل الجهات المعنية يُرجح أن يدخل عدد كبير من الدواوير بالإقليم في حركات احتجاجية ومسيرات تحمل نفس المطالب المعروفة، الماء والبنية التحتية للطرق.