بعد أن تم تصميمه وإعداده وإخراجه بنية مبيتة للنيل من المغرب وسمعة أعلى سلطاته، حاد برنامج فرانس 3 المعروض مساء الخميس الماضي عن هدفه الأساسي، وتحول إلى ساحة حرب مفتوحة بين من ساقوا شهادتهم فيه، استل فيها كل منهم سلاحه في وجه الأخر، ما يؤكد كل ما قيل وعرف عنهم منذ مدة غير قصيرة، بشكل يضرب مصداقية برنامج جان لوي بيريز في مقتل. فبعد عملية ‘‘ السحل الإعلامي المباشر ‘‘ الذي وقعت فيه الصحفية الفرنسية المفترسة كاترين غراسي، باعترافها، أثناء الإدلاء بشهادتها في البرنامج المذكور بوقوعها في فخ ‘‘ البحث عن المال ‘‘ عن طريق ابتزاز القصر الملكي، لدرجة أنها تصورت لدقائق معدودة أن حلمها الكبير بحيازة اسطبل للخيول قد صار حقيقة، قبل أن تستفيق منه على وقع السقوط بالتلبس بالأموال داخل حقيبتها اليدوية في يد الشرطة الفرنسية، جاء الدور على الصحافي السابق بوبكر الجامعي لتوجيه ضربات قوية لصديقه السابق أيضا، مولاي هشام، منتقما لضربة تلقاها بدوره مسبقا من الأمير الذي وصفه في خرجة إعلامية ‘‘ بالصحفي الذي يعاني من اختلال الغرور وأعراض فصام لا بريما دونا ‘‘ كناية عن أنانيته المضخمة. ولم يفوت بوبكر الجامعي مروره قبل أيام في إحدى الحصص الإذاعية لمحطة فرنسا الدولية، مجيبا على سؤال منشط البرنامج حول رأيه في كتاب ‘‘ يوميات أمير منبوذ ‘‘ لكاتبه الأمير مولاي هشام، حيث استخرج كل ما يمتلكه من عبارات قدحية، لم تتوقف عند وصف مضمون الكتاب ب‘‘المحبط ‘‘ بل تجاوزته إلى مولاي هشام نفسه، حيث كشف الجامعي عن ‘‘ أن الكتاب ليس سوى ترجمة لرغبة دفينة لدى الأمير في اعتلاء عرش المملكة المغربية ‘‘ في واقع الأمر. وإذا كانت النية الحقيقية للأمير مولاي هشام معروفة لدى الجميع ومنذ زمن بعيد، فإن صدورها علانية على لسان بوبكر الجامعي تحمل ضربة أخرى لمشروع ‘‘ الأمير الأحمر ‘‘ الذي ما فتئ يفقد أصدقائه القدامى تباعا. آخرهم كان علي لمرابط نفسه، المشارك بدوره في برنامج فرانس 3، الذي وصف الأمير في تدوينة بخط اليد بأنه ‘‘ قد انحدر إلى درك أسفل بصورة غير مسبوقة، لدرجة يمكنه أن يعثر على البترول في نهاية الحفرة التي انزلق فيها ‘‘. ضربات متكررة وعميقة، قد تدفع الأمير إلى مراجعة مواقفه السابقة، حتى لا ينتهي إلى مآل صعب وحزين.