خاص -إكرام زايد كانت الجماهير الغفيرة كما كان متوقعا في الليلة ما قبل الأخيرة من ليالي مهرجان في طبعته الحالية بمنصة النهضة، لمتابعة حفل النجم المغربي سعد المجرد أمس الجمعة حيث حضر صوته الشجي مدويا في كل مناحي منصة النهضة، كما حضر العزف المتميز لموسيقيين مغاربة مهرة مشهود لهم بالاحترافية والمهنية. لكن شيئا ما غاب في حفل انتظر الجميع أن يكون النقطة الفارقة في الدورة 15 من مهرجان موازين.. شيء يمكن اختصاره في عبارات وجيزة مفادها أن المجرد أخفق في اختيار الطبق الفني المناسب الذي يقدمه للعدد الحضور الشباب الذين حطم رقمهم كل الأرقام السابقة التي تحققت في منصة النهضة.. طبق ارتأى المجرد أن يكون من أغنيات بصمت ريبرتوار الراي، مع فنانين كبار من أولئلك الذين تربى على أغنياتهم جيلي نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، على غرار أغنيات "البوليسية" لنجم الراي الشاب مامي و"اللي بيني وبينها" للراحل الشاب حسني، دون إغفال استحضار روح الشاب عقيل من خلال أغنيته "مازال" وتذكر زمن أوج الأغنية المصرية من خلال مقتطف من رائعة العندليب الراحل عبد الحليم حافظ "قارئة الفنجان" والوقوف عند الفنان القدير عبد الهادي بلخياط لتقديم جزء من إحدى روائعه الغنائية.. لم يخل الطبق الفني لسعد المجرد ليلتها من روح لوالده الفنان المتميز البشير عبدو، من خلال الوقوف إلى جانبه وأدائهما معا لرائعة "وأنت دايز" وسط حضور شاب لم يتفاعل في غالبيته مع ما غناه النجم المغربي، الذي تجهل أسباب استبعاده لأداء أغنياته التي حققت جماهرية كبيرة على المستوى المغربي والعربي، والتي بسببها دوى إسم سعد المجرد في الأوساط بل وبلغت شهرته وصيته أبعد بقاع العالم.. في هذه الليلة، انتظرت الآلاف من الحضور الشاب الاستمتاع بريبرتوار سعد المجرد الذي أحبته وتابعته وشاهدته عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي واليوتوب، لكنها فوجئت بنجمها المفضل، يقدم نوستالجيا لأغنيات لا تعرفها ولم تعايش أجيال التسعينات نجاحها وصداها.. أغنيات غريبة عن الجيل الذي حج بكثافة لمنصة النهضة للرقص والغناء مع سعد المجرد، أغنياته "المعلم" و"إنتي باغية واحد" و"سالينا" (التي قدمها بالكاد) ومتابعته وهو يقدم استعراضه الاحترافي المبهر على منصة النهضة.. آلاف وجدت نفسها مذهولة بنجمها وهو يؤدي أغنيات لا تمت بأية صلة لها، على امتداد 3 ساعات وقف خلالها المجرد على منصة النهضة في أول إطلالة من خلال بوابة مهرجان موازين، بشكل لا يمت بأية صلة لآخر حفلاته التي قدمها في مدينتي الرباط والدار البيضاء.. مما يفسح الباب للتساؤل المشروع الموجه بمنتهى الحب والتقدير: مالك آ سعد؟ وآش وقع ليك البارح؟