يدق أطباء القطاع العمومي طبول الحرب في وجه الحسين الوردي من جديد بخوض إضراب وطني يوم 25 ماي الجاري، باستثناء أقسام المستعجلات والإنعاش، وتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الصحة بالرباط، وحمل الشارة السوداء والامتناع عن استعمال الخواتم الطبية بمختلف المؤسسات الصحية بما فيها المراكز الصحية واللجان الطبية بالمندوبيات ومختلف المستشفيات، ومقاطعة مراكز التشخيص طيلة الأسبوع الممتد من 23 إلى 27 ماي 2016. ويأتي هذا التصعيد بعد شهور من الهدنة بين وزارة الصحة والأطباء، بسبب تحميل الطبيب وزر ما تعانيه المستشفيات من اختلالات و«نواقص المعدات وهشاشة البنية التحتية وصعوبة ظروف العمل التي أصبحت كحقل ملغوم لا يأمن لها المواطن المريض على صحته»، ولا يطمئن الطبيب على مسؤولياته «التي أصبحت على المحك» يؤكد بلاغ النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، التي اتهمت الحسين الوردي ومنذ تعيينه على كونه «يجانب الصواب ويخطئ الإعراب»، ولا يتوقف عن التشهير بهم، واعتبارهم كبش فداء «يروي طقوس مصالح انتخابية سياسوية سابقة لأوانها». واستنكرت النقابة تجاهل وزارة الصحة لملفها المطلبي الذي لازال يراوح مكانه منذ فترة طويلة، وسياسة الباب المسدود، رغم أن النقابة ما فتئت ترجح كفة الحوار على التصعيد، إذ أنها «تجنح للحوار تارة، وتحتج بأساليب مختلفة في محطات عديدة بعين متبصرة على ما يحاك ويجري ويدور بقطاعي الصحة العمومي والحر»، يوضح بلاغ النقابة. وأكدت النقابة بأن الأطباء والصيادلة وجراحي الأسنان لن يتراجعوا عن نقاط ملفهم المطلبي، وسيستمرون في الدفاع عن مصالحهم والتصدي لكل محاولة للتشهير بالأطباء إعلاميا، وتوضيح حقائق قطاع الصحة، والتشبث بتفعيل ما اتفق عليه مع وزارة الصحة كحصيلة للحوار الاجتماعي في 21 دجنبر 2015 مطالبين الحسين الوردي بالكف عن أسلوب التلكؤ والتماطل. وأعلن الأطباء والصيادلة وجراحي الأسنان عن مقاطعة مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية، وتنظيم ندوات تواصلية مع المجتمع المدني جهويا ومحليا لشرح الواقع الصحي المتردي وظروف العمل الصعبة، داعين الوزارة إلى توفير الشروط العلمية لاستقبال وفحص وعلاج المرضى، وتحسين ظروف العمل بما يكفله دستور 2011 لجميع المغاربة بدون تمييز أو إقصاء. سعاد شاغل