استمتع جمهور الدورة 19 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم إلى حدود الساعات الأولى من صباح السيت بمزيج من الأجناس الموسيقية في سهرات فنية متنوعة أحياها عدد من الموسيقيين من المغرب وسويسرا والولاياتالمتحدة. فامتزج الفن الكناوي الصرف مع الفن الكناوي العصري (لمعلم عمر حياة وحسن حكمون) ومع فن الجاز (راندي ويسطون) وفن الريغي (جبا أند فراندز)، والساول الأمريكي (بليتز دي أمباسادور)، والراب والفانك والهيب هوب (هوبا هوب سبيريت). فعلى منصة ساحة مولاي الحسن، دعا جمال الدين طاكوما (الولاياتالمتحدة) المعلم حسن يوسو (المغرب) ، الذي نشأ على الطريقة الكناوية التقليدية القحة في بيت والده لمعلم حميدة بوسو، للالتحاق به من أجل دمج موسيقي مؤثر بنفحة الجذور والأصول. وقد أسس حسن بوسو سنة 1996 رفقة فنانين بلجيكيين فرقة "كناوة للمزج"، قبل أن يستقر بفرنسا ويجدد مع فرقة "سيواريي" تجربة المزج وإن ظل الرصيد الموسيقي التقليدي مصدره الأساس، فيما صار جمال الدين تاكوما ،المزداد في فيلاديلفيا، أحد مراجع اللون الموسيقي "فري جاز" (الجاز الحر) وتم ترشيح أحد ألبوماته لجائزة "كرامي أوارد" المرموقة سنة 1998. وشد انتباه الحضور أيضا عازف البيانو الأمريكي، راندي ويسطون، أحد أبرز مرجعيات عالم الجاز، الذي ينهل على الدوام من الجذور الإفريقية للجاز ، والذي وقع في غرام موسيقى كناوة، فقرر الاستقرار بالمغرب الذي يعده بلده الثاني، والتجوال بإفريقيا بحثا عن إيقاعات وألوان موسيقية جديدة. وعلى المنصة ذاتها، عزف أحد رموز تاكناويت العصرية، الموسيقي المغربي حسن حكمون، المزداد بمراكش والمقيم بنيويورك، الذي انخرط في مركز بروكلين ليمنح موسيقاه بعدا جديدا، وهو يمزج موسيقى الجاز برنات آلة الكنبري، وكذا رنات البوب وورلد ميوزيك (موسيقى العالم). وقد أصدر حكمون، وهو أيضا ممثل وراقص، ألبوما سنة 2002 يحمل عنوان "ذو كيفت" (الهدية) بتعاون مع المنتج فابيان السلطاني، مازجا فيه بين موسيقى كناوة والموسيقى العربية التقليدية، وشارك مع الفنانة ذي ذيبريد جووتر في ألبومها كرفان (قافلة)، وكذا في عدد من المشاريع السينمائية من بينها مشروع ديزني. واحتضنت منصة الشاطيء لمعلم عبد الكبير مرشان، رئيس فرقة اولاد سيدي حمو، على آلة الكنبري وفرقة عيساوة فاس ، التي شاركت بالخصوص في دورات 2004 و2006 و2008 من مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة، في رصيد كناوي وإيقاعات عيساوية صاخبة، تمجد ذكر الله تعالى وتتغنى بقدرته ولطفه عز وجل. وصعد إلى منصة الشاطيء أيضا، تحت تصفيقات جمهور غفير ، لمعلم عمر حياة، الذي تتلمذ على يدي الفنان عبدالرحمان باكو، وأسس فرقته الخاصة سنة 1991، وينتمي إلى جيل المعلمين الجدد العاملين على استدامة التقليد الكناوي، مع تأثيرات الأجناس الموسيقية الأخرى كالريغي بالخصوص.