تداعيات أزمة إزاحة الكثبان الرملية من شاطئ لاسيسطا، والاخلال بتوازنات ساحل بالمحمدية من لدن شركة عقارية لتشييد عمارات سكنية فاخرة لازالت مستمرة، حيث أفادت مصادر أن الشكايات، وحملة الإنقاذ التي أطلقها السكان ونشطاء البيئة على مواقع التواصل الاجتماعية قد بدأت تؤتي أكلها، في انتظار أن يتم التحرك عمليا لوقف هذه الجريمة البيئية التي ترتكب يوميا، حيث توصلت السلطات بالمدينة بتقرير مفصل من لدن المديرية الجهوية لوزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك، بخصوص انتهاك الملك البحري مع الأمر بالتدخل الفوري، وذلك بعد المعاينة التي قامت بها لجنة مختصة يوم 16 ابريل بناء على شكايات الساكنة. وقالت نادية حميتي رئيسة جمعية سكان لاسيسطا بالمحمدية، أن آثار التدمير بدأت تظهر بالملموس، ويمكن معاينتها مباشرة في عين المكان، فرغم أن التساقطات المطرية ليوم أمس الأربعاء كانت ضعيفة مقارنة مع تساقطات فصل الشتاء، فقد سجل انخفاض ملحوظ لعلو وسمك الرمال التي تمت إزاحتها من مكانها، بفعل تدمير الكثبان التي كانت تعد الحاجز الطبيعي للرمال والتي انجرفت بفعل الامواج والأمطار. وبخصوص تجاوب مختلف الجهات المعنية بهذا الملف مع نداءات وتحركات الجمعية قالت المسؤولة «ان الجمعية لازالت تجد صعوبات بالغة في الولوج الى المعلومات الخاصة بهذا الملف بحجة إنها ادارية، والتقرير الأخير ظل في الجماعة منذ عشرة أيام، دون أن نتمكن من الاطلاع عليه». وسجلت الفاعلة الجمعوية أن جهات ومسؤولين محليين ورغم وقوفهم على حثيات الملف، ومخاطره البيئية فإن تحركاتهم تظل مقيدة، ويلجؤون إلى اتخاذ موقف محايد سلبي، ويبررون الأمر بالتراخيص الممنوحة للشركة لمباشرة الأشغال بالموقع المذكور. وللإشارة فقد أطلق السكان المتضررين ونشطاء في مجال البيئة ومنذ مدة حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، للتوقيع على عريضة موجهة للجهات المسؤولة، للتدخل وتطبيق المقتضيات القانونية، خاصة قانون الساحل المغربي والذي دخل حيز التنفيد في يوليوز من السنة الماضية. القانون يمنع تشييد بنايات في شريط ساحلي، بالحالة الطبيعية لشط البحر، وعلى إحداث منطقة محاذية للساحل عرضها 100 م ويمنع فيها البناء. وكذا المس بالكثبان الرملية الساحلية الطبيعية. وفي هذا الصدد أشار خبراء أن ما يجري حاليا بساحل لاسيسطا وصابليت، يعتبر تدخلا مباشرا في زعزعة التوازنات البيئة لخط الساحل الذي ستكون له عواقب خطيرة على مستوى تراجع هذا الخط وما قد تشكله أمواج البحر من تهديد للأرواح البشرية في حالة الهيجان أثناء التقلبات الجوية الاستثنائية. وبالتالي فعندما تنتفي هذه الحواجز الطبيعية المتمثلة في الكثبان الرملية، فإن تأثير ذلك على المنشآت والأنشطة والسكن والموارد الأخرى سيكون قويا.