وقعت مختبرات سوطيما للأدوية على مذكرة تفاهم بينها وبين المختبر الروسي «بيوكاض»، من أجل إنتاج ثلاثة عقاقير مضادة للسرطان في المغرب. وتروم هذه المبادرة الطبية التي تمت خلال الزيارة الأخيرة لجلالة الملك إلى روسيا، إلى تحقيق هدف مزدوج: أولا، توفير أدوية متقدمة في المغرب وبأسعار تنافسية، وثانيا، التوفر على امتيازات علمية بفضل نقل التكنولوجيا الطبية التي يتطلبها تصنيع هذه الأدوية محليا. وحسب البيان الصحفي لمختبرات سوطيما يعتزم المختبر إشراك وزارة الصحة للحصول على الترخيص اللازم لتنفيذ مذكرة التفاهم المبرمة يوم 14 مارس 2016 مع المختبر الروسي «بيوكاض». وتجدر الإشارة إلى أن هذا الاتفاق يندرج في إطار بيئة تشريعية وقانونية وطنية شكلت رافعة للتنمية المنسجمة لكل روافد نمو الاقتصاد الوطني، وعلى الخصوص الصناعات الصيدلية التي تعرف نموا ملحوظا. وفي نفس البيان تؤكد سوطيما على ضرورة أن يكون كل الفاعلين في المجال الطبي، من ممارسين وباحثين وعاملين، في طليعة التقدم الحاصل بفضل الابتكار والتجديد في المجالات المعرفية والمهارات التطبيقية في نطاق ممارستهم. فأي اختراع جديد قد يعتبر اليوم بمثابة ثورة، لكنه سرعان ما يصبح متجاوزا بالنظر إلى الوتيرة المطردة التي يتطور بها البحث العلمي، والذي يفتح باستمرار آفاقا جديدة تزداد دقة يوما بعد يوم بفضل التقدم في مجالات تعد حاسمة في تطور عالم الأدوية كالتكنولوجيا الحيوية والنانوتكنولوجي. وفي إطار هذه الاتفاقية تستعد سوطيما للانطلاق في إنتاج ثلاثة عقاقير مضادة للسرطان في المغرب، برأسمال وقدرات علمية مغربية، وهذه العقاقير هي: ريتوكسيماب، وبيفاشيزوماب، وتراتوزوماب. ومن جانب آخر، وبفضل هذه الاتفاقية، ستستفيد سوطيما من نقل حقيقي للتكنولوجيا، وستستفيد على الخصوص من برنامج التعاون في مجال البحث والتنمية، وإنتاج وتسويق منتجات بيوكاض في المغرب وإفريقيا الناطقة بالفرنسية. وعلى المستوى الدولي، سيصبح المغرب أول بلد في إفريقيا والشرق الأوسط ينتج مثل هذه الأدوية. ومن خلال إبرام شراكة مع فاعل روسي، فإن سوطيما ليست مدعوة فحسب إلى ضبط مسلسل الإنتاج الكامل للعقار ضد السرطان داخليا في أدق تفاصيله، ولكنها أيضا ستستفيد من خلال ذلك من نقل فعلي للتكنولوجيا من طرف شريكها الروسي. كما ستستفيد الشركة من تكوين أطرها وتتمكن من اكتساب تكنولوجيا فذة. من جانب آخر، وبفضل هذه الشراكة، ستساهم سوطيما بنجاعة في تقدم البحث العلمي الطبي الوطني، من خلال إشراك باحثين وجامعيين مغاربة في هذا المكسب العلمي العالي القيمة في مجال التخصص الأونكولوجي. أما على المستوى النوعي، فإن شراكة «سوطيما» و«بيوكاض» سيكون لها وقع بارز على مستوى إنعاش البحث والتنمية، والأبحاث ما قبل السريرية، والدراسات الكلينيكية والتسجيل السريع للمنتوجات الحيوية. وفي هذا السياق، جعلت سوطيما، التي تعتبر شركة مغربية 100%، من الاستثمار في مجال إنتاج الأدوية وتطوير البحث العلمي قيمتها الأساسية. ويحرص المختبر على توطيد موقعه الريادي في البحث وإنتاج الأدوية الأكثر تقدما، خاصة في مجال الأونكولوجيا (علاج السرطان). ويروم في ذلك تحقيق هدف مزدوج، ألا وهو: إنتاج أدوية فعالة، وبتكلفة في متناول الجميع. وحسب نفس البلاغ الصحفي وجهت سوطيما طلبا إلى وزارة الصحة من أجل إصدار قرارها فيما يتعلق بمطابقة هذه العقاقير للمواصفات المطلوبة. واليوم توجد هذه المسألة في طور الإعداد، ويرتقب أن تخرج الدورية التطبيقية للمرسوم المتعلق بالبدائل الحيوية (biosimilaires) في وقت قريب.