أسدل الستار، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، بقاعة العروض بالمركز الثقافي بالداخلة، على فعاليات الدورة السابعة لمهرجان الداخلة للمسرح، المنظم من 13 إلى 16 أبريل الجاري، تحت شعار "المسرح الحساني ودسترة الحسانية". وأكد كافة المتدخلين، في الكلمات الختامية لهذه الدورة، على نجاح هذه الدورة، سواء على مستوى التنظيم أو المشاركة، حيث تميزت بانفتاحها على القطر الموريتاني من خلال مشاركة مركز الدراسات الصحراوية بأطار وجمعية المسرحيين الموريتانيين وثلة من الصحفيين والإعلاميين. وما ميز هذه الدورة، أيضا، هو العمل المشترك مع المركز الدولي للفرجة بطنجة، والعمل المسرحي لجمعية القنطرة بطنجة، فكانا دليلا على قدرة المهرجان على تطبيق المبادئ المشتركة في الوحدة الوطنية والتلاقح الثقافي بين الشمال والجنوب. وقد أصبح هذا المهرجان، الذي تنظمه جمعية أنفاس للمسرح والثقافة، بشراكة مع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان الداخلة – أوسرد، ومجموعة فوسبوكراع، ووكالة الجنوب، وبدعم من وزارة الثقافة، ومؤسسة المسرح الوطني محمد الخامس، ومجلس الجهة، والمجلس الجماعي للداخلة، والمجلس الإقليمي لأوسرد، موعدا سنويا راكم خلال سبع دورات تجارب فنية، من خلال عروض مسرحية تهتم بالتراث الحساني وندوات ثقافية تتناول قضايا مختلفة تهم التراث الحساني. وأكد رئيس جمعية أنفاس للمسرح والثقافة، سالم بلال، الجهة المنظمة للمهرجان، في كلمة الاختتام، أن برمجة الدورة السابعة للمهرجان، التي تميزت بالجديد وبالقوة من حيث عدد الأنشطة الثقافية، وازاها نجاح إدارة المهرجان بابتكار أنشطة فنية إضافة إلى العروض المسرحية المشاركة، وذلك بنصب خيام المهرجان الموضوعاتية بداية بخيمة الاحتفالية، مرورا بخيمة طنجة، وصولا إلى خيمة موريتانيا. كما قدمت إدارة المهرجان، يقول السيد بلال، قراءات شعرية ورواقا لكتب متخصصة أصدرها المركز الدولي للفرجة بطنجة، وتقديم توقيع كتاب "الأمل بثلاثة أبعاد – نصوص مسرحية حسانية" لمركز الدراسات الصحراوية، مشيرا إلى أن المهرجان شهد لقاءات تواصلية مع الفنان الموريتاني لمرابط ولد الزين، وباقي أعضاء الوفد الموريتاني. وذكر رئيس الجمعية أن النسخة السابعة من المهرجان عرفت تنظيم ندوة حول موضوع "المسرح الحساني والامتداد الإفريقي" التي أوصت بتثمين تجربة المسرح الحساني وضرورة تطويرها، والخروج به من ربوع الصحراء، وانفتاحه على تجارب مسرحية مختلفة، وتثمين نشر النص المسرحي الحساني والاستمرار في تدوينه. من جهته، أكد توفيق شرف الدين، مدير المهرجان، على هامش اختتام هذه الدورة، أن هذه الدورة حققت نجاحا بكل المقاييس والفضل يرجع إلى دعم ومساهمة كل الشركاء، وإيمانهم بجدوى هذه التظاهرة الثقافية، وأيضا إلى احتضان ساكنة جهة الداخلة وادي الذهب للمهرجان. وأضاف شرف الدين أن النجاح الذي حققته هذه التظاهرة، سواء من حيث التنظيم أو البرمجة أو الإقبال المتزايد الذي عرفته مختلف الأنشطة، يجعل الأطراف المنظمة وكذلك الشركاء يطمحون إلى الارتقاء أكثر بهذه التظاهرة الثقافية، وذلك مطمح عبر عنه الجميع، وسيتم العمل في هذا الاتجاه خلال الدورات المقبلة. وأوضح أن مهرجان الداخلة للمسرح الحساني يسعى إلى الاهتمام بالموروث الثقافي الحساني الذي كان دائما مجالا للسلم ولربط الاتصال بين مختلف الشعوب، وإبراز المقومات التراثية والثقافية المميزة للمناطق الصحراوية وإظهار خصوصياتها ومؤهلاتها في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إذ بدأ يؤسس لنفسه تيمات قارة تعالج قضايا التراث الحساني وما لعبته المنطقة عبر التاريخ من دور أساسي في الاستقرار والتبادل الثقافي والاقتصادي بين إفريقيا وأوروبا عبر المغرب.